دعا جلالة الملك محمد السادس إلى إطلاق جهد دبلوماسي مكثف وفاعل، لإعادة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات، في أفق التوصل إلى تسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وبناء مستقبل واعد للأجيال الفلسطينية والإسرائيلية، مؤكدا في ذات السياق أن المغرب سيواصل جهوده، مستثمرا مكانته والعلاقات المتميزة التي تجمعه بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل توفير الظروف الملائمة، للعودة إلى طاولة المفاوضات، باعتبارها السبيل الوحيد لوضع حد للنزاع، وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
بالموازاة مع دعوة جلالة الملك المجتمع الدولي لمساعدة الطرفين على بناء أسس الثقة، والامتناع عن الممارسات التي تعرقل عملية السلام، قام بتجديد الدعوة إلى الحفاظ على هوية القدس العربية والإسلامية، وعلى وضعها القانوني والتاريخي والديمغرافي، وعلى انفتاحها على أتباع الديانات السماوية، في ظل الإخاء والمحبة والسلام. مؤكدا أنه وباعتباره رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ما فتئ يحرص شخصيا على بذل كل الجهود الممكنة، واستثمار كل الوسائل المتاحة، في سبيل الحفاظ على الوضع الخاص والفريد لهذه المدينة المقدسة، بصفتها ملتقى للديانات التوحيدية الثلاث، وتراثا مشتركا للإنسانية، وأرضا للتعايش واللقاء، كما جاء في نداء القدس، الذي وقعه جلالة الملك بمعية قداسة البابا فرانسيس، أثناء زيارته للمملكة المغربية في 30 مارس 2019.
جلالة الملك أعرب كذلك عن أسفه لتعثر المصالحة الفلسطينية، بعد سنوات من الانقسام. وهو الأمر الذي اعتبره جلالته لا يخدم القضية الفلسطينية العادلة، مجددا الدعوة للأشقاء الفلسطينيين، على اختلاف انتماءاتهم، إلى نبذ خلافاتهم، والتعجيل بالمصالحة لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني النبيل، معربا في هذا الصدد عن دعمه الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقد جاء هذا ضمن رسالة ملكية إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.