كشف البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية الوطنية، أنه متفائل ببداية نهاية “كورونا”، رغم أن الأيام المقبلة ستكون صعبة، مشيرا إلى أن سنة 2022 تحمل الكثير من الأمل، عكس ما يظن الكثيرين.

 

وأسهب الإبراهيمي في تدوينة فيسبوكية، أمس الأحد، في شرح الأسباب العشرين التي دعته لقول ذلك، إذ أكد أن “أوميكرون”، ورغم انتظار إنتاجه لأعلى الحالات الجديدة خلال هذا الشهر، إلا أنه ليس “دلتا”، التي تقتل بعدد أكبر بكثير منه، مبرزا أن “أوميكرون”، ورغم سرعته المرعبة في الانتشار، إلا أنه أدى إلى زيادة طفيفة في استشفاء المصابين والدخول إلى المستشفيات؛ حيث أنه مقرون بالإصابة وليس بالإنعاش، عكس”دلتا” التي مازالت تهجر المرضى إلى المستشفيات بأوروبا.

 

وأوضح الإبراهيمي أن كل المعطيات تؤكد أن “أوميكرون” يفضي إلى مرض أقل خطورة مقارنة مع السلالات الأخرى، لدرجة دعت البعض إلى التساؤل حول ما إذا كنا في مواجهة نفس مرض “كوفيد-19”!، مشيرا إلى أن “أوميكرون” لا يِؤثر على الرئتين بشكل كبير مثل المتحورات الأخرى؛ حيث يقتصر على الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، وحالات نادرة فقط، تورطه في الغزو العميق للرئة.

 

وأضاف أن مدة المكوث بالمستشفى للمصابين بهذا المتحور متقلصة؛ حيث أن مدة الاستشفاء قصيرة مقارنة مع “ألفا” و”دلتا”.

 

وقال عضو اللجنة العلمية الوطنية إن “أوميكرون” ينتشر مبكرا بعد الإصابة، مما يجعل فترة العزل أو الحجر الصحي أقصر (أقل من خمسة أيام في حالة عدم ظهور الأعراض) في حين أنه يعطي حماية ضد “دلتا” الفتاك، مضيفا أنه تم تحديد الأجسام المضادة التي تحيد هذا المتحور الجديد، والتي يمكن استغلالها الآن لصنع المزيد من الأدوية، ستنضاف للعديد من الأدوية الأخرى على أبواب الترخيص.

 

ووجه الإبراهيمي دعوة صريحة إلى وجوب تحيين البروتوكولات العلاجية المغربية، في ظل توفر العالم حاليا على أرسنال من العقارات لمواجهة الفيروس، ووصول عدد كبير من لقاحات الجيل الثاني إلى مراتب متقدمة من التطوير، ومنها من طوّر خصيصا ضد “أوميكرون”،مؤكدا في نفس الوقت أن الجرعة المعززة لكل اللقاحات مازالت ناجعة؛ إذ أن مقارنة سريعة بين الوضعية في بريطانيا وأمريكا تمكن من التعرف على أهمية نسبة التغطية التلقيحية في مواجهة “أوميكرون”، مضيفا كذلك أنه في بريطانيا، ورغم الأرقام القياسية للإصابات بالمتحور الجديد، لا وجود للضغط الرهيب الذي رأيناه مع “ألفا” و”دلتا” على المنظومة الصحية؛ حيث تمت مواجهة حقيقية للفيروس دون إجراءات تشديدية كبيرة، بما يوحي بإمكانية التعايش معه، رغم أنه بالفعل، يخلف موجة سريعة مدتها خمس إلى ست أسابيع، كما تثبت البيانات البريطانية والجنوب إفريقية، وتساعد في مواجهته.

 

وأشار الإبراهيمي إلى أن عودة جنوب إفريقيا سريعا إلى الحياة الطبيعية يعد أملا كبيرا للمغرب، بسبب خاصياتهما الوبائية المتقاربة، وكمثال على ذلك، متوسط عمر الساكنة، والعزوف عن التلقيح بالجرعة المعززة.

 

واعتبر أن الزيادة الهائلة في عدد الإصابات بـ”أوميكرون” تفرض على الناس التعود على العيش معه، وعلى المؤسسات عدم سوء استخدام أو تجاوز الحد في استعمال “مبدأ الاحتراز”، والذي بموجبه، تفرض كثير من القيود، مشيرا إلى أن نهج استراتيجية التعايش كان موفقا في جل الدول.

 

وتابع أنه وبفضل التسلسل الجينومي، بات معروفا أن “أوميكرون” راكم عددا كبيرا من الطفرات في أماكن حساسة ومهمة لوجوده، وغيرت الكثير من خاصيات “كورونا”، متسائلا: “هل سيستطيع متحور آخر أن يحقق إنجازا أكبر؟ ودون أن يؤثر على وجوده؟ والسيادة على “أوميكرون”؟ وإعطاء مرض أخطر؟ الكثيرون يشككون علميا في ذلك”.

 

وأضاف الإبراهيمي أن السبب ما قبل الأخير الذي يدعو إلى التفاؤل هو التراكم المعرفي والتجربة في مواجهة “كوفيد” و”كورونا”؛ إذ أن خطورة أي فيروس تزداد عندما يكون الناس جاهلون بها، والعكس هو ما يحدث حاليا.

 

وخلص عضو اللجنة العلمية الوطنية تدوينته، إلى أن كثيرا من المعطيات تشير إلى أن “كوفيد” قد يصبح ككثير من الفيروسات التنفسية، موسميا، حيث أنه من المحتمل أن نرى هذه الموجة تنتهي مع نهاية شهر يناير الجاري، فيما سيكون فصلا الربيع والصيف أفضل بكثير مما يبدوان لنا الآن.