في واقعة مروعة، وشديدة الغموض للوهلة الأولى، تحقق شرطة جنوب افريقيا في مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا في ملهى ليلي بمدينة إيست لندن الساحلية في وقت مبكر صباح الأحد. وليس من الواضح ما الذي أدى إلى وفاة الشباب، الذين ورد أنهم كانوا يحضرون حفلا للاحتفال بنهاية امتحانات المدارس الشتوية. و ذكرت صحيفة “ديلي ديسباتش” المحلية أن الجثث تناثرت على الطاولات والكراسي دون أي علامات واضحة على الإصابات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سياندا مانانا “.في هذه المرحلة لا يمكننا تأكيد سبب الوفاة”.

وأضافت مانانا “سنجري عمليات تشريح للجثث في أقرب وقت ممكن لتحديد السبب المحتمل للوفاة. لقد تم نقل المتوفين إلى مشارح الجثث الحكومية”، وفق ما نقلت “أسوشيتد برس”.

وقال مالك الملهي الليلي سياخانجيلا نديفو، لقناة “إي إن سي إيه” التلفزيونية المحلية. إنه تم استدعاؤه إلى مكان الحادث في وقت مبكر من صباح الأحد.

وأضاف نديفو “ما زلت غير متأكد مما حدث بالفعل. ولكن عندما تم استدعائي في الصباح، قيل لي إن المكان كان ممتلئا للغاية. وإن بعض الأشخاص كانوا يحاولون شق طريقهم بالقوة إلى الحانة”.

ما السر وراء هذه المجزرة؟

ونقلت فرانس برس عن الشرطة المحلية إنه عُثر على جثث 17 شابا لا تبدو عليهم آثار جروح في الملهى الليلي. فيما توفي 4 آخرون في المستشفى بعد نقلهم من الملهى.

وقالت المتحدثة باسم شرطة المقاطعة، الجنرال ثيمبينكوسي كينانا، لوكالة فرانس برس “نواصل التحقيق في ملابسات الوفيات”.

وهرع مسؤولون حكوميون كبار إلى مكان الحادث، بينهم وزير الشرطة الوطنية بيكي سيلي، الذي انفجر باكيا أثناء خروجه من المشرحة حيث تم إيداع الجثث.

وقال للصحفيين “إنه مشهد مروع.. إنهم يافعون. عندما يُقال لك إنهم يبلغون 13 و14 عامًا وتذهب إلى هناك (إلى المشرحة) وتراهم تنهار”. والضحايا ثلاثة عشر شابا، وثماني فتيات.

من جهته قدم الرئيس سيريل رامابوزا الموجود في ألمانيا لحضور قمة مجموعة السبع، تعازيه لأسر الضحايا. وقال إنه يشعر بالقلق إزاء “الظروف التي تجمع فيها هؤلاء الشباب في مكان لا ينبغي في ظاهره أن يكون متاحا للقاصرين”.

واستبعد مسؤول الخدمات الصحية في المقاطعة أوناثي بينكوسي احتمال حدوث تدافع، وقال “من الصعب الاعتقاد بوقوع تدافع، لأنه لم تظهر أيّ جروح على الضحايا”.

الجثث

وبحسب الصحيفة المحلية ديسباتشلايف، “كانت الجثث مبعثرة على الطاولات والكراسي وعلى الأرض”، من دون “أي علامة واضحة على الإصابة”.

وتحدّث البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن احتمال حدوث اختناق بالغاز أو تسمّم جماعي. كما أظهرت لقطات لم يجرِ التحقّق منها جثثاً ملقاة على الأرض من دون إصابات ظاهرة.

وبثّ التلفزيون المحلّي مجموعة صور لافراد عائلات تجمعوا عند الحانة في ايست لندن، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة تقع على المحيط الهندي، على بعد حوالى 700 كم جنوب جوهانسبورغ.

وحضر كثير من الآباء الذين لم يقضِ أبناؤهم الليلة في المنزل إلى المكان على أمل الا يكونوا بين الضحايا، وفق عناصر الشرطة الذين كانوا يحاولون تهدئة الجمع.

وتوجد العديد من أماكن السهر المؤقتة أو غير المرخص لها في ضواحي المدن الكبيرة في جنوب افريقيا.