قال توفيق رباحي الصحافي الجزائري إن المغاربة صنعوا خلال مشاركتهم في كأس العالم فيفا قطر 2022 التاريخ. فيما الجزائريين صنعوا المهازل بسبب أفعال بعض وسائل إعلامهم.

وأكد توفيق رباحي في مقال تحت عنوان “الجزائر والمونديال… في حضرة الغياب! ”. نشرته جريدة (القدس العربي) أنه “رغم غيابها، حضرت الجزائر في مونديال قطر منذ بدايته. كان حضورا هامشيا لكنه لافتا، وليس بالضرورة مشرفا. ليس بالمشاركة في البطولة. ولكن بأفعال بعض وسائل إعلامها وبعض جمهورها والتفاعل الرسمي والشعبي معه”.

وقال “إذا أردنا اختصار الموضوع في جملة، نستطيع القول إن المغاربة صنعوا التاريخ وبعض الجزائريين صنعوا المهازل. منتخب الكاميرون تغلب على البرازيل والإعلام الجزائري نال العيب”.

وأكد أن “هذا الإعلام، الحكومي منه خاصة، صنع مسلسلا بائسا تمسك ببثه منذ بداية انتصارات المنتخب المغربي”. مبرزا أن المشجعين المغاربة والجزائريين والعرب “تسلوا بمسلسل التلفزيون الجزائري الذي تقوم الحبكة فيه على إنكار تام لوجود المغرب في المونديال”.

وأوضح أن الأمر بلغ بهم الى التلاعب بجداول المباريات والنتائج وممارسة بعض القفز البهلواني فقط لتجاوز وجود المغرب. وقال “في نقاش مسل حول الموضوع مازحت صديقا مغربيا. بالقول: بسببكم سنلغي صلاة المغرب ونبني جسرا من العصر إلى العشاء!”.

وأضاف الصحافي الجزائري “أنه كان لا بد من انتصار آخر على البرتغال، في ليلة تاريخية. والتأهل لدور نصف النهائي لكي يستسلم التلفزيون الجزائري ويقر بوجود المغرب في هذا المونديال”.

على أمل ان يعودوا إلى رشدهم..

وعبر عن أمله في أن يعود الذين يتحكمون في التلفزيون الجزائري ويستعملونه أداة دعائية إلى رشدهم . “لأنهم أدركوا خطأ ما فعلوا منذ البداية. وليس لأنهم حشروا في الزاوية وبلغت السخرية منهم مبلغها. ولم يعد ممكنا تجاهل منتخب بلغ نصف نهائي كأس العالم في سابقة تاريخية”.

وشدد على أنه “من المحزن أن ينزل التفكير الرسمي في الجزائر إلى هذا المستوى في زمن المعلومة الأسرع من الصوت. ومنصات التواصل الاجتماعي الأشد فتكا من أقوى الآلات الدعائية على وجه الأرض” . مضيفا أن بث نتائج المنتخب المغربي وكيف تحققت “ما كان سيضر الجزائر في شيء. والامتناع عن بثها لم يحرم المغرب منها ومن حلاوتها. بل جعل الإعلام الجزائري مضحكة أمام العالم (وسائل إعلام دولية عديدة تناولت الموضوع)”.

وأبرز توفيق رباحي أنه لحسن حظ الجزائر “أن الرأي العام في مجمله في قطيعة بائنة مع الخطاب الإعلامي والرسمي”

وقال إنه “ولولا التردد وإيثار الأمان من لدن الجزائريين البسطاء لفاقت احتفالات المدن الجزائرية بفوز المغرب احتفالات فاس والرباط وطنجة”.

وأضاف أنه مع الكاميرون انتقل بعض الإعلام الجزائري من الكراهية والدعاء بالهزيمة إلى العنصرية. مبرزا أن صحيفة «الشروق» لم تجد غضاضة في وضع مانشيت «الكاميرون يعود إلى الأدغال بلا فول ولا حمص».

وخلص الصحافي الجزائري الى القول “لقد نشروا هذه العنصرية غداة مباراة البرازيل على الرغم من النتيجة والأداء الرائعين للفريق الكاميروني. هل يدرك من وضع هذا العنوان المعيب أنه موغل العنصرية واحتقار الآخر؟. ألم يدرك أن هذا التشفي يدينه هو وصحيفته والإعلام الذي ينتمي إليه، ولا يسيء الكاميرون في شيء؟