أعرب مجموعة من مغاربة العالم عن إستيائهم من المنظومة الإلكترونية المعتمدة من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لأخذ المواعيد بالقنصليات المغربية بالخارج. بسبب الإجراءات المعقدة التي تتطلبها العملية، واستفادة “السماسرة” المتواجدون بالقرب من القنصليات من هذا البرنامج. بعد مطالبة المغاربة بمقابل مادي لحجز مواعيدهم.

وكانت الوزارة قد كشفت في إعلان لها، أنه إطلاق البرنامج يأتي في إطار “مواصلة إصلاحها للمنظومة القنصلية، الرامي إلى تحسين وتقريب الخدمات القنصلية من مغاربة العالم”. مؤكدة أن المنظومة الإلكترونية تتميز “بتقليص وقت الانتظار وتوفير ظروف استقبال جيدة لفائدة أفراد الجالية المغربية الراغبين في الحصول على الخدمات القنصلية. وذلك باستعمال تطبيق إلكتروني لطلب المواعيد وإرسال الوثائق الضرورية بواسطته قبل تنقلهم إلى القنصلية المعنية”.

في هذا السياق كشف جمال الدين ريان، رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام، أن “مشاكل مغاربة العالم بالقنصليات انطلقت منذ الشروع في حجز المواعيد من خلال البرنامج الإلكتروني”. مضيفا أنه يتطلب مجموعة من المعلومات والإجراءات المعقدة للتمكن من حجز المواعيد.

وأورد ريان أن مجموعة من “السماسرة” المتواجدون بمكاتب الترجمة ومحلات التصوير بالقرب من القنصليات المغربية بالخارج وعلى جنباتها. مشيرا إلى أن أغلبية المواطنين المغاربة الذين لا يعرفون كيفية القيام بهذه العملية يلجؤون لهؤلاء “السماسرة” الذين يستخلصون منهم مقابل مادي يتراوح بين 10 و15 دولار مقابل حجز مواعيدهم.

فتح الباب أمام السماسرة..

وأفاد ريان أن “هذا البرنامج عوض أن يسهل مأمورية المغاربة المقيمين بالخارج، كما قالت الوزارة، فيما يخص الوثائق الإدارية والبطاقة الوطنية وجوازات السفر. فتح بابا آخر أمام السماسرة” لاستغلال هذه الوضعية والاستفادة منها ماديا”، مشيرا إلى أن “معلومات طالب الموعد باتت في متناول “السماسرة”. و الذين بإمكانهم استعمالها لأغراض أخرى قد تسبب أضرار للمواطنين المغاربة بالخارج”.

وأوضح رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام، في التصريح نفسه، أن عددا من المواطنين المغاربة يحاولون حجز مواعيدهم عبر البرنامج . غير أنهم لا يتمكنون من ذلك، رغم قيامهم بملء كل المعلومات المطلوبة. وتصلهم رسالة على الشكل التالي: “لقد لاحظت المصالح القنصلية المغربية بأنكم لم تقوموا بإتمام جميع مراحل طلب الحصول على موعد،. لذى يرجى منكم إتمام هذه العملية. إذا كنتم ترغبون فعلا في الحصول على هذا الموعد أو إلغائه في حالة التراجع عنه. هذه الرسالة صدرت بصفة أتوماتيكية. الرجاء عدم الرد عليها”.

وتساءل ريان عن الجهة التي استفادت من هذا البرنامج الذي أصبح يطبق في القنصليات المغربية بالخارج دون القيام بتجريبه لتصحيحه. مشيرا إلى أنه “لا أحد يعلم كيف قاموا بتجريب هذا البرنامج. ولا مع من استشاروا قبل تنزيله بالقنصليات المغربية”.

وأشار المتحدث نفسه إلى أنه هناك مغاربة لم يعتادوا على التعامل مع البرامج الالكترونية. والأن أصبحوا مطالبون بالتوفر على البريد الالكتروني ليتمكنوا من تحديد المواعيد القنصيلة.

إجراءات جديدة..

ولقضاء الأغراض الإدارية بالقنصليات المغربية اشترطت الوزارة على المواطنين المغاربة بالخارج، وفق إعلانها، التقيد بالإدلاء بوصل تأكيد الموعد عند القدوم إلى القنصلية. واحترام ساعة الموعد تفاديا لإلغائه، والإدلاء بأصول ونسخ الوثائق المطلوبة، واحترام مسافة التباعد الاجتماعي. منبهة إلى أنه لن يسمح بدخول غير المرتفقين المعنيين إلى القنصليات.

وفي سياق متصل بمغاربة العالم، طالب فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمون بالخارج. بتجويد الخدمات القنصلية المقدمة لمغاربة العالم، وذلك في سؤال شفوي وجهته إلهام الساقي للوزير.

واستحضرت الساقي، ضمن سؤالها، معطيات التقرير الحديث الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في إطار الإحالة الذاتية. حول موضوع: “تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم الفرص والتحديات”. مشيرة إلى أنه تضمن نتائج استطلاع رأي أجراه المجلس في صفوف مغاربة العالم. صرّح بموجبه ما يقارب نصف المستجوبين أنهم غير راضين عن الخدمة القنصلية المقدمة إليهم في القنصليات المغربية في الخارج.

ودعت عضو فريق البام بالغرفة الأولى للبرلمان، وزير الخارجية المغربي، إلى الكشف  عن الإجراءات والتدابير المتخذة لتجويد الخدمة القنصلية المقدمة لمغاربة العالم.