يمر المغرب منذ سنوات بصراعات محلية وإقليمية، جعلت منه عرضة لمجموعة من المضايقات التي يمارسها أعداء وحدته الترابية، ومعارضو تقدمه الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي؛ وبالرغم من ذلك حقق المغرب مجموعة من الانتصارات على الساحة الدولية التي أثمرت عرفانا من الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء؛ تبعتها مجموعة من الانتصارات المتسارعة التي نمت عن القيادة الرشيدة للملك محمد السادس ولقوة الخارجية المغربية، التي اعتمدت استراتيجية واضحة ودقيقة اتجاه حلفائها ومناوئيها… لأجل مناقشة هذه القضايا وبعض القضايا الوطنية الأخرى، التقى موقع المغرب 35 بالسيد شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وعضو المجلس التنفيذي للحزب وكان معه الحوار التالي:

 

المغرب 35 :غاب حزب الاستقلال عن الأغلبية الحكومية لفترة، واليوم هو يحمل حقائب وزارية هامة، فما الإضافة التي سيقدمها حزب الاستقلال للمشهد السياسي المغربي، خاصة في الظرفية السياسية التي يعيشها المغرب؟

بالنسبة للحزب، فقد احتلت قضية الوحدة الترابية للمملكة جوهر ومحور اهتماماته و قضاياه، فقد واصل قبل الاستقلال وبعده مسيرته النضالية في الدفاع والذوذ عن استرجاع المملكة لكافة أراضيها و الوقوف في وجه خصوم وحدتها، فكما نعلم أن الحزب خاض تجارب حكومية عديدة كان أولها سنة 1977 حين خاض الأمين العام للحزب آنذاك محمد بوستة غمار التجربة الحكومية آنذاك مدافعا عن وحدة المملكة؛

و المغرب اليوم حقق انتصارات دبلوماسية مهمة على صعيد الساحة الدولية، أهمها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وكذلك القرار الأخير لمجلس الأمن الذي يؤكد على ضرورة الانخراط في مفاوضات مباشرة من أجل الوصول إلى حل هذا النزاع بشكل سلمي، إلا أن الجزائر للأسف تُعاكس هذا المكسب الوطني الوحدوي لبلادنا، والحق الواقعي والتاريخي للمغرب في سيادته على صحرائه.

المغرب 35: في رأيكم كفاعل سياسي و كمنحدر من الأقاليم الصحراوية للمملكة، كيف ترون تجربة التنمية المحلية في الأقاليم الجنوبية؟

تعد خارطة التنمية المستمرة التي تنجزها المملكة بالقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، انتصارا داخليا لقضية وحدتنا الترابية، فالمنطقة تعرف مجهودا تنمويا مهما، وإشراكا فعليا للمنتخبين المحليين الذين يعدون الممثلين الشرعيين للساكنة الصحراوية التي عبرت في آخر محطة انتخابية عن انخراط ومشاركة مهمة في العملية الديمقراطية لاختيار ممثليها؛ المحطة التي عرفت اكتساح حزب الاستقلال خاصة على مستوى جهتي العيون والداخلة. كما أن المجالس البلدية الاستقلالية يشهد لها الأصدقاء والخصوم على حد سواء بالعمل الدؤوب والمثمر على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والرياضية.

كما أن الجهات الجنوبية ستعرف إحداث وحدة جامعية هامة ستكون نبراس أبناء المنطقة للعلم والمعرفة.

كما أود أن أشير أن حزب الاستقلال ككافة مكونات المجتمع المغربي مجند وراء جلالة الملك، من أجل الطي الفعلي والنهائي للنزاع المفتعل بالأقاليم الصحراوية، ومن أجل الوصول إلى حلم المغرب الكبير الذي آمن به الحزب ودافع عنه في كل المحطات التاريخية.

المغرب 35: بالنسبة لكم كرئيس المجلس الوطني لأحد أهم الأحزاب المغربية وعضو مجلسه التنفيذي، ما رأيكم في تغير موقف الحكومة الألمانية الجديدة من ملف قضية وحدة المغرب الترابية؟

الغريب هو موقف المستشارة الألمانية ميركل خلال تسييرها للحكومة الألمانية السابقة، إلا أن ألمانيا الجديدة اليوم تبدو كمن عاد إلى رشده، فهي تدرك اليوم حقيقة الصراع وتسعى إلى إلى إيجاد حل منطقي تحت السيادة المغربية، لصراع مفتعل وطال أمده، كما أنها تضغط على إسبانيا أيضا من أجل أن تنخرط في هذا الاتجاه.

ألمانيا كانت رغم بعدها الجغرافي إلا أنها كانت دائما مهتمة بالملف المغربي، ولها تطلعات قبل وبعد الاستعمار، واليوم عادت إلى المسار الصحيح الذي يعلن أن هذا التوتر المفتعل حول قضية الصحراء، لا يمكن أن يكون له حل خارج الحكم الذاتي الذي له مصداقيته في الساحة الدولية، وأكد المجتمع الدولي جديته. وألمانيا لها مصالحها الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، فهي أول مستثمر في فوسبوكراع، وبالتالي من مصلحتها أن ينتهي هذا الصراع المفتعل لما لها من مصالح سياسية وجيواستراتيجية مع المغرب.