بالتزامن مع الاحتفاء الأممي باليوم العالمي للمرأة، كشفت معطيات رسمية صادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن نسَب “معتبَرة”. تعكس تطورا في مشاركة و حضور النساء في مجالات العلوم والبحث وبرامج الابتكار والتطوير. في بلد ما زالت الأرقام الرسمية تعكس هشاشة التمكين الاقتصادي والسياسي فيه.

وفق المعطيات ذاتها، فإن المملكة المغربية تسجل واحداً من بين “أعلى المعدلات العالمية من حيث النساء المهندسات”. بنسبة تصل إلى 42.2 في المائة من خرّيجي شعب الهندسة بالمغرب. وفق آخر إحصائيات منظمة يونسكو في تقريرها حول العلوم الصادر عام 2021.

وتأتي نسبة المغربيات المهندسات مرتفعة بشكل لافت مقابل 26.1 في المائة في فرنسا. و20.4 في المائة في الولايات المتحدة، و19.7 في المائة في كندا، و14 في المائة في اليابان، وفق المصدر ذاته.

53% من طلبة المغرب إناث

في بلد ما زال يشكو ضُعف الاندماج الاقتصادي والتمكين السياسي والقيادي للنساء في مجالات عديدة. أحصت الجامعات المغربية ومؤسسات التعليم العالي بمختلف تلاوينها 558 ألفا و737 طالبة مسجَّلة. أي نسبة 53 في المائة من مجموع الطلبة المسجلين في المغرب خلال الموسم الجامعي الماضي (2021–2022).

وتمثل الإناث أغلبية واضحة “مُهيْمنة” في تخصصات علوم الصحة وفروعها. إذ يشكلن 66 في المائة في تخصص “الصيدلة” و58 في المائة في تخصص “الطب” و57 في المائة في تخصص “طب الأسنان”. في حين يشكلن 76 في المائة في التخصصات “شبه الطبية والتمريضية وطب الطوارئ”.

و أبانت النسب المئوية للطالبات المغربيات المسجلات برسم السنة الجامعية 2021/2022، أن “نون النسوة” تمثل الأغلبية أيضا في تخصصات علمية وهندسية وتكنولوجية بارزة. ففي التكنولوجيا بلغت نسبة تسجيل الطالبات 56 في المائة، وفي علوم المهندس 50,3 في المائة. أما العلوم باختلاف فئات تخصصاتها فتحضر فيها الإناث بنسبة 54 في المائة.

في تخصصات وشُعَب “علوم التربية”، 73 في المائة من الإناث المسجَّلات برسم الموسم الجامعي المذكور يتابعن تكوينهن في تكوين الأساتذة. كما أن حضورهن لافت في علوم التربية وشُعَبها عبر ما يقارب 66 في المائة.

الأستاذات الباحثات.. “حضور باهت”

ضمن “هيئة الأساتذة الباحثين” في جامعات المغرب، مثلّت الأستاذات الباحثات نسبة لم تتجاوز الثلُث (29 في المائة) من مجموع الباحثين الأكاديميين بالمملكة.

وأوردت معطيات وزارة التعليم العالي المغربية، ضمن أرقامها المحيَّنة، رقما دالاّ في هذا الإطار. إذ بلغ عددهن 4623 أستاذة باحثة فقط في مدرّجات الجامعات المغربية العمومية ومختبراتها البحثية.

هذا الرقم الذي يعكس “هيمنة ذكورية” ضمن مهام البحث والتأطير العلمي الأكاديمي بالجامعات المغربية، يجد استدراكه في ارتفاع ملموس ونوعي – إلى حد ما – في عدد الباحثات المغربيات بسلك الدكتوراه. إذ أحصت الوزارة الوصية 17 ألفا و442 باحثة مغربية في سلك الدكتوراه، بنسبة تمثيلية من المجموع تجاوزت 43 في المائة.

مؤشر دال آخر تعكسه تمثيلية النساء في مناصب المسؤولية في المؤسسات الجامعية، ببلوغها 77 مسؤولة من أصل 549، (أي ما يعادل 14%)، من بينهن حوالي 5% في منصب عميدة كلية أو مديرة مؤسسة. بينما يُعتبر منصبُ “نائبة” المنصبَ الأكثرَ ولوجا بالنسبة للنساء على مستوى المؤسسات الجامعية بما مجموعه 40 نائبة.  يليه منصب كاتبة عامة بمجموع 30 كاتبة عامة.

في سياق ذي صلة بالموضوع، يُشرف المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST) على برنامج نقل التكنولوجيا المسمى “TechTransfer”. ومثلت النساء نسبة 31 في المائة من مجموع “قادة وحاملي المشروع الذين استفادوا من عمليات خاصة في الدعم والمواكبة في النضج التكنولوجي والتجاري”، حسب معطيات رسمية.

ولم يَفُت الوزارة الوصية على التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب أن تنوّه، بمناسبة تخليدها الثامن من مارس هذه السنة، بجهود الباحثتيْن المغربيتيْن في علوم الفيزياء.  الدكتورتين فريدة الفاسي و رجاء الشرقاوي المُرسلي، اللتين رفعَتَا راية المملكة المغربية عاليا بتبوّئهما مراتب مرموقة في أشهر التصنيفات العلمية والبحثية العالمية. لا سيما التصنيف الأمريكي “AD scientific Index”.

 

عن هسربيس