الصحافة تكتب عن تعديل حكومي و الكاتب الصحافي طلحة جبريل يقرأ الخبر من الزاوية المهنية. تطرقت عدة مواقع اخبارية مؤخرا لخبر مفاده، أن تعديلاً حكوميا سيتم تفعيله قريبا في حكومة عزيز أخنوش. وسيشمل هذا التعديل كلا من عبد اللطيف وهبي وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وعبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي سيغادران الحكومة .

خبر تفاعل معه كثير من القراء في ظرفية يتابع فيها المغاربة سير و تسيير الحكومة لأعمالها عن كتب، لما في ذلك من أهمية كبيرة في حياة المغاربة خاصة في ظل حكومة وعدت و مواطن ينتظر بشغف و ترقب تفعيل الوعود.
من زاوية أخرى بعيدة عن التسيير الحكومي، قريبة من معالجة مثل هذه الأخبار بمهنية عالية ،بعيدة عن التخمين و المصادر المشكوك في صحتها،قال الكاتب الصحافي الأستاذ طلحة جبريل: سأناقش هذا الخبر من الزاوية المهنية فقط ،لا يوجد في الخبر الذي نشرته “جون أفريك” ونقلت عنها المواقع وصفحات في الشبكات الاجتماعية، أي مصدر، بل هناك إحالة على “معلوماتنا” أي معلومات “جون افريك” وقياساً على المعايير المهنية إذا لم يكن هناك مصدر في الخبر يكون “خبراً زائفاً”، لاحظت أن بعض الذين نقلوا عن المجلة أشاروا إلى انها “جريدة ” أي” صحيفة” وهي في الواقع مجلة أسبوعية، في حين أن كثيرين نقلوا دون إشارة إلى المصدر.
و أضاف الأستاذ طلحة كاتبا، أنني أفهم أن تنقل الصحف والمواقع عن “جون أفريك”عندما تكتب عن فرنسا أو عن الدول الفرانكفونية في افريقيا، لكن لايبدو مستساغاً أن تنقل وأنت في الرباط أو الدارالبيضاء خبراً بشأن تعديل حكومي عن مجلة تصدر من باريس .
و أشار الأستاذ طلحة، إلى أن شأن مضمون الخبر يقول جازماً أن الأخبار التي تنشر وتتعلق بالمؤسسات العليا في المغرب قبل أن يعلن عنها رسمياً، لا مصداقية لها، وبالتالي هي مشكوك في صحتها، لذلك بحثت عن خبر التعديل في “وكالة المغرب العربي للأنباء” كما سمعت نشرات إذاعة الرباط ولم أجد له أثراً ،مضيفا في الوقت نفسه من واقع تجاربه السابقة، أحياناً وعندما ينشر خبر له علاقة بالمؤسسات حتى لو كانت له مصداقية، تُغلق صفحته لأن التقاليد السياسية في المغرب أن أخبار الدولة تنشر عبر القنوات الرسمية.
و لأجل تعمقه في التحليل وصولا إلى المنطق الصحيح لزاوية معالجة الخبر،طرح الكاتب الصحافي طلحة جبريل سؤالا مفاده ،كيف يُعفى أمين عام حزب أي عبداللطيف وهبي إضافة إلى وزير آخر ينتمي للحزب اي عبداللطيف الميراوي ، ويبقى باقي وزراء الحزب في الحكومة؟.
وشرح ذات المتحدث الموضوع قائلا:خاصة أن وهبي أصدر قبل بضعة أيام بياناً بصفته الأمين العام للحزب عن ذكرى مرور 14 سنة على تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة . وهو ما يؤكد أنه مايزال في موقعه.
و أكد الكاتب طلحة جبريل موسى من خلال منشوره على صفحته الرسمية بالفيسبوك كاتبا:أقول مطمئناً ايضاً إن صحافة ” النسخ واللصق” ليست صحافة، ولا يمكن أن تكون كذلك ،موضحا أن هدف الصحافي من كتابة الأخبار ليس أن يقر حقاً أو أن يمحو باطلاً فذلك دور القديسين وليس دور الصحافيين، بل دوره نشر المعلومات .
و ختم الأستاذ طلحة منشوره قائلا: انني لم التق عبداللطيف وهبي وزير العدل منذ أزيد من ثلاث سنوات، ولم ألتق قط عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي.لأنني أفهم جيداً ماهي مهام ومشاغل الوزراء ، وأدرك كذلك أن من واجب الصحافي أن يطارد الأخبار والأسرار والروايات وينشرها نقلاً عن من يملكها أياً كان موقعه،لكن ليس عن الآخرين . إذ الصحافي لايملك الحقيقة لكنه يبحث عنها.

تجدر الاشارة إلى أن الكاتب الصحافي الأستاذ طلحة جبريل ،ظل و ما يوصي بالممارسة المهنية، مند أن كان مديرا لمكتب صحيفة الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية واشنطن لسنوات عديدة، فمسؤولا لتحرير الصحيفة ومدير مكتبها في المغرب العربي، مرورا بتأسيس عدة جرائد مغربية،بحكم ممارسته المهنة و عيشه في المغرب لأزيد من 30 سنة ،حيث درس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس وعمل مراسلاً صحافياً من منطقة المغرب العربي وأفريقيا لعدد من الصحف ووكالات الأنباء والاذاعات وعمل في عدة صحف و ما زال إلى يومنا هذا يحاضر في عدة مؤسسات جامعية في المغرب حول الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية و ممارستها المهنية كما يجب،بعيدا عن كل ما يخدش صورتها و يقلل من شأنها على اعتبار انها سلطة رابعة صاحبة جلالة، كريم من أكرمها لئيم من أهانها.

محمد منصور