بعد مضي عام على إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اعتراف بلاده بمغربية الصحراء”، ومنذ ذلك الحين شهد ملف الصحراء تحولاً، لاسيما أن الاعتراف حسم نزاعا مفتعلا استغرق أكثر من 46 عاماً.

عرفت قضية الصحراء، تقلبات عديدة، لم تؤثر على الموقف الثابت للمغرب من صحرائه والمدعوم بشرعيته التاريخية وقناعة ساكنة الصحراء ومسار التنمية بالمنطقة، ولعل أبرز هذه التقلبات والمواقف إقدام محسوبين على البوليساريو على إغلاق معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، مما دفع الجيش المغربي للتدخل بحزم و هدوء لتأمين حركة المرور في 13 نوفمبر 2020، عقبه الإعلان التاريخي للرئيس الأميركي السابق معترفا بمغربية الصحراء.

اليوم، وبعد مرور عام على إعلان ترامب، يسجل المغرب موقفا مريحا ومطمئنا بعد هذا الاعتراف وبعد الشراكات الاستراتيجية التي يعقدها في خطى ثابتة وواثقة على الساحة الدولية؛ وتنظيم مناورات عسكرية “الأسد الأفريقي” لأول مرة في منطقة المحبس الصحراوية غير البعيدة عن مخيمات تندوف، وكذلك تأييد المبادرة المغربية بتمتيع الصحراء بحكم ذاتي، وهو التأييد الذي بدا واضحاً خلال مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2606 نهاية أكتوبر الماضي، حينما أعلن المندوب الأميركي أن بلاده تعتبر أن “مبادرة الحكم الذاتي المغربية واقعية، وذات مصداقية، وتلبي طموح الصحراويين”.