علمت «الأخبار» من مصادر جيدة الاطلاع أن مصالح الدرك الملكي بمنطقة الغرب نجحت في تفكيك شبكات و عصابات جديدة متخصصة في جرائم النصب بعملة الأورو، تسببت في مقتل رجل أعمال وإضافة شرطي إلى ضحاياها بعد تعريضه لعملية نصب خطيرة، انتهت بالسطو على أصفاده الوظيفية.

التفاصيل المثيرة التي تضمنتها محاضر رسمية أنجزتها عناصر الدرك الملكي بالقصيبية بتنسيق مع المركز القضائي بسرية سيدي قاسم والفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، وكذا  المركز القضائي بسرية القنيطرة بتنسيق مع مصالح الدرك بمركز سيدي علال التازي، تتعلق بعصابات إجرامية وصفت بالخطيرة نجحت في استدراج رجل أعمال إلى منطقة القصيبية ومحاولة سرقة مبلغ مالي كبير يناهز 60 مليون سنتيم، والنصب كذلك على شرطي قطع مئات الكيلومترات من مدينة وجدة حيث يشتغل بإحدى دوائرها الأمنية للحصول على كعكة من الأورو سرعان ما تحولت إلى كابوس كاد أن يعصف بحياته ونجمت عنه سرقة أصفاده من طرف العصابة.

وبخصوص واقعة الشرطي، أكدت مصادر «الأخبار» أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي تمكنت، قبل يومين،  بتنسيق مع المركز القضائي بالقنيطرة من اعتقال أربعة أشخاص بتهمة النصب والاعتداء على شرطي، في انتظار إيقاف متزعم العصابة الذي لازال في حالة فرار، وينتظر أن تتم إحالتهم، صباح اليوم الخميس، على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، من أجل محاكمتهم بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاختطاف والنصب والسرقة.

وتفيد المعطيات المرتبطة بالقضية، أن شرطيا يشتغل بمدينة وجدة تعرض لعملية نصب من طرف عصابة الأورو بمنطقة الغرب، حيث تم إيهامه بمقايضة مبلغ مالي كبير بالعملة الأجنبية الأورو بالدرهم المغربي، لينتقل من وجدة إلى إقليم القنيطرة محملا بمبلغ مالي ناهز 25 مليون سنتيم، ومرفوقا بسمسار جرى اعتقاله مع العصابة لاحقا بعد أن كشفت التحريات أنه كان طرفا رئيسيا في عملية النصب.

الشرطي الذي حل بجماعة المكرن القروية ضواحي القنيطرة وفق اتفاق مسبق مع مالك الأورو المفترض، من أجل تسلم حقيبة مملوءة بالعملة الأجنبية ادعى متزعم العصابة أن شقيقه عثر عليها بالقرب من الشاطئ، ويريد التخلص منها بمقايضتها بمبلغ مالي بالدرهم المغربي، (الشرطي) تفاجأ بسبعة أشخاص يحاصرون سيارته ويسلبونه المبلغ المالي بالقوة، وفي الوقت الذي نجح في إيقاف أحدهم كان يمتطي دراجة نارية وقام بتصفيده، داهمته العصابة الإجرامية من جديد، ونجح أفرادها في تخليص زميلهم من يد الشرطي حاملا الأصفاد بيده، وهو الأمر الذي استنفر كل الأجهزة الأمنية بالمنطقة من أجل استرجاعها واعتقال الجناة.

الشرطي الذي سطا أفراد العصابة على مفتاح سيارته وهاتفه النقال، لتفادي إمكانية الملاحقة والتبليغ عنهم، نجح في الوصول إلى مقر الدرك الملكي، حيث أخبرهم بداية بتعرضه لعملية سطو من طرف مجهولين، وسرقة مبلغ مالي كان يحمله معه من وجدة من أجل اقتناء سيارة بالقنيطرة، قبل أن تنكشف الحقيقة مع تقدم التحريات التمهيدية، حيث جرى استرجاع الأصفاد واعتقال ثلاثة أشخاص في ظرف قياسي، رفقة السمسار الذي رافق الشرطي من وجدة، وخطط لتفاصيل الصفقة التي أسالت لعاب رجل الأمن ودفعته لخوض مغامرة غير مسبوقة، تؤكد منحى الخطورة الذي باتت تشكلها عصابات الأورو بمنطقة الغرب، رغم تفكيك العشرات منها خلال الثلاث سنوات الأخيرة.

ورغم أن معطيات الملف تطرح الشرطي كضحية للعصابة، لم تستبعد مصادر الجريدة أن تخضعه المديرية العامة لبحث إداري داخلي، من أجل الكشف عن ملابسات هذه الواقعة وكيفية انتقاله من وجدة إلى منطقة الغرب، واستعماله للأصفاد الوظيفية أثناء مواجهته للعصابة.

الواقعة الثانية التي لا تقل خطورة عن الأولى، تتعلق باستدراج عصابة الأورو لرجل أعمال إلى منطقة القصيبية بإقليم سيدي سليمان، من أجل مقايضة حقيبة مملوءة بالأورو بالدرهم المغربي، وبعد مسار طويل من التفاوض، حل الضحية رفقة زوجته بأحد المواقع المتفق عليها بمنطقة القصيبية، ليجد في انتظاره العصابة الإجرامية التي حاولت السطو على الحقيبة المحتوية على مبلغ مالي ضخم قدر بحوالي 60 مليون سنتيم، وعند محاولة فراره بالحقيبة تاركا وراءه زوجته وسيارته التي جردته العصابة من مفتاحها لتفادي الهروب، صدمته دراجة ثلاثية العجلات بقوة، حيث لفظ أنفاسه على الفور.

الواقعة التي استنفرت السلطات الأمنية والقضائية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، حسمتها الفرقة الوطنية للدرك التي تمكنت، في وقت قياسي، بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك بسيدي قاسم من اعتقال تسعة أشخاص يكونون العصابة الإجرامية المعنية، منهم ستة أشخاص من ذوي السابق القضائية المتعددة في جرائم الأورو، وملاحقين بمذكرات بحث عديدة على المستوى الوطني، وقد تمت إحالتهم، بحر الأسبوع الماضي، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط الذي أحالهم على قاضي التحقيق وإيداعهم السجن بتهم ثقيلة.

وكانت عصابات إجرامية متخصصة في النصب والاحتيال عن طريق تقديم عروض وهمية، تتعلق بمقايضة عشرات الملايين من عملة الأورو بالعملة الوطنية، قد روعت رجال أعمال وفلاحين وتجار كبار، من أجل السطو على أموالهم.

وقد نجحت مصالح الدرك والأمن بالغرب بتعاون مع المصالح المركزية، في اعتقال بارونات كبار متخصصين في هذا النوع من الجرائم، حيث راكموا أموالا تقدر بالملايير، ويوظفون جيشا كبيرا من السماسرة بكل جهات المملكة، مهمتهم اصطياد رجال أعمال وأغنياء وتجار، وإغرائهم بحقائب الأورو مقابل مبالغ مالية بالدرهم تتراوح بين 20 مليون و100 مليون سنتيم، وهي الصفقات الوهمية التي تتحول إلى جرائم سرقة منظمة واعتداءات خطيرة بغابات منطقة الغرب وضواحي القنيطرة وسيدي سليمان وسيدي يحيى الغرب تحديدا.