يبدوا أن المبعوث الجزائري الخاص المكلف بـ”الصحراء الغربية” والمغرب العربي، عمار بلاني لا يزال تحت صدمة اعتماد جامعة الدول العربية لخارطة كاملة للمغرب تضم صحرائه، وتحث جميع هيئاتها باعتمادها كخارطة رسمية للمنظمة.

بلاني حاول الالتفاف حول القرار بالقول أن الأمر يتعلق بما أسماه “تضليل سافر” و”خدعة أخرى” معتبرا أن الخريطة الموحدة التي لا تشير لحدود الدول الأعضاء “ليست بالأمر الجديد ولطالما ظهرت في الموقع الرسمي للجامعة العربية”، مضيفا أن الخريطة نفسها، دون تحديد لحدود الدول الأعضاء، “قد صودق عليها في وقتها من قبل اتحاد المغرب العربي”.

وذكر الدبلوماسي أن قضية الخريطة أثيرت بعد الاحتجاج “شديد اللهجة” للممثلية الجزائرية على النشر الذي وصفه ب”غير المقبول” لمنظمة المرأة العربية بالقاهرة لخريطة تضم الصحراء المغربية، مضيفا أن “أمانة الجامعة العربية وجهت مذكرة تأمر فيها كافة الهيئات تحت الوصاية باعتماد الخريطة الرسمية الوحيدة المعترف بها من طرف جامعة الدول العربية، والتي هي محل توافق “.

عماى بلاني نسي في خرجته تفصيلا صغيرا مرتبطا بالخريطة ، هو أن جامعة الدول العربية لا تعترف بأي جمهورية صحراوية، وضمها للصحراء لن يكون مستقيما إلا إذا كانت معترفة أصلا بما تسميه الجزائر” جمهورية”

حتى إذا اعتبرنا أن هذه الحجة لا تكفي، فمن البديهي أن نعود للموقع الرسمي لجامعة الدول العربية، والنظر في لائحة الأعضاء، ومن ثم، التعريف الذي تمنحه هذه المنظمة للمملكة المغربية، وهو كالتالي، ويمكن التأكد منه بضغطة زر:

“يقع المغرب شمال غرب إفريقيا، يحده شمالا مضيق جبل طارق و البحر الأبيض المتوسط وجنوبا موريتانيا وشرقا الجزائر وغربا المحيط الأطلسي”

ما يهمنا في هذه الفقرة التي لا يبدوا أن عمار بلاني قرأها قبل أن يدلي بتصريحه الأخير، هو الدولة التي تحد المغرب جنوبا “موريتانيا”

والحال أنه لو كان الأمر غير ذلك، فلن يتم اعتبار موريتانيا دولة حدودية مع المغرب

أمر آخر في تعريف جامعة الدول العربية، هو مساحة المغرب التي تعرفها الجامعة بأنها 710850 كيلومترا مربعا، وهي المساحة الكاملة للمملكة المغربية، متضمنة صحرائه وكامل أقاليمه الجنوبية.

الديبلوماسي الجزائري المكلف بملف الصحراء، أخطئ مرة أخرى الاتجاه، واعتبر ان الأمر مجرد خدعة يروج لها الإعلام المغربي، والحال أن هذا التصريح المعد فقط للاستهلاك الداخلي، هو خدعة يلعبها النظام الجزائري ضد نفسه، ويستمر بها في ممارسة لعبة النعام، ودفن رأسه في الرمال.