أثارت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لطيفة أخرباش الانتباه إلى أن سقف اليقظة في المعالجة الإعلامية لقضايا العنف ضد النساء، لازال منخفضا، على غرار رصد مضامين إعلامية تقدم وبشكل متواتر حوادث العنف ضد النساء كحوادث عرضية مما يضفي عليها صفة الوقائع المعتادة والبديهية.
رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، عرضت في مداخلتها نتائج دراسة بخصوص المعالجة الإعلامية لقضايا العنف ضد النساء، أجرتها الهيئة على عينة دالة من وسائل إعلام متنوعة

الإثارة والفرجة تسبق صون الكرامة

من بين نتائج الدراسة أن وسائل الإعلام تجنح إلى البحث عن الإثارة والفرجة في نقل حوادث العنف ضد النساء ومعالجتها بانتقائية من خلال التركيز على أشكال أكثر قابلية لجذب انتباه واهتمام الجمهور وعدم احترام حقوق إنسانية ثابتة وذات بعد كوني، كالحق في الصورة، وحماية القاصرين، وصون الحياة الخاصة والكرامة الإنسانية، مما من شأنه الرفع من منسوب التطبيع المجتمعي مع مسببات ونتائج هذا العنف. خاصة إذا ما لازمت هذه المضامين، خصوصا في الفضاء الرقمي، تعاليق وتفاعلات تؤسس لخطاب شرعنة العنف وإدانة الضحية.
لتخلص في النهاية إلى أن هذه القضية ليست وقفا على الإعلام، بل هي ورش مجتمعي يستدعي الانخراط الفاعل والحاسم لسائر الأطراف المعنية، لاسيما فضاءات التنشئة الاجتماعية، لتأمين إسهام جماعي في إشاعة المثل الديموقراطية ومبادئ المساواة المواطنة والنهوض بثقافة اللاعنف.