عاشت مختلف بلدان العالم في السنين الأخيرة انعكاسات جائحة كورونا 19 على الصعيد  الصحي وكذلك الاقتصادي.كما أظهرت الحرب الحالية  الروسية على أوكرانيا  انعكاسات هاته الحرب على أوكرانيا أولا وعلى عدد كبير من الدول. من خلال مشاكل التموين والأسعار بالإضافة طبعا للانعكاسات الإنسانية  الأليمة على الشعب الأوكراني.

ألم تظهر هاته الحالتين أهمية البعد الاقتصادي  في تطور الأحداث واستكشاف مشاكل المستقبل على المدى القصير والمتوسط والبعيد؟  وكذلك على المستويين الفردي والمجتمعي؟ وبالتالي ألم يصبح من الإيجابي تعميق الوعي الاقتصادي حتى لا يبقى هذا الوعي نخبويا  وأن يتحول إلى وعي شعبي يهم أكبر عدد ممكن من الأفراد والجماعات؟

طبعا ,كيف يمكن الوصول إلى “دمقرطة” المعرفة الاقتصادية التي تمثّل أساسا لنشرٍ أحسن و أمثل للوعي السياسي؟

من المعروف أن هناك معرفة اقتصادية ذات صبغة “أدبية” قابلة للتبسيط. وبالتالي متاحة لعدد كبير من الأفراد ولو لم يكونوا يتوفرون على تكوين اقتصادي بحت. يبقى من البديهي في هذا الإطار ربط علاقة “صداقة” مع بعض الأرقام ليس فقط لمعرفتها ولكن كذلك “لفهمها”…

أسئلة منهجية

ألم يظهر على سبيل المثال النقاش الحالي في المغرب حول شركة “لاسمير” أهمية موقف الرأي العام من هذا الموضوع الاقتصادي بامتياز والذي أصبح إلى حد ما موضوعا مجتمعيا وسياسيا ؟

أليس نشر الوعي الاقتصادي أحد العوامل الأساسية لتحسين الوعي السياسي في البلدان السائرة في طريق النمو مثل المغرب ؟

ألا توجد علاقة واضحة بين تعميق الوعي الاقتصادي وتقوية القدرات الشعبية على تتبع وتقييم القرارات الاقتصادية العمومية: مثلا دور المجتمع المدني في الدفاع على المال العام ؟

ألا يلاحظ في البلدان المتقدمة وجود وعي شعبي اقتصادي عند الرأي العام: النقاش القوي حول القدرة الشرائية عند الطبقات الشعبية، أهمية مستوى الأجور، من يتحمل الضغط الضريبي؟… نقاشات حادة حول التفاوتات في الدخل بين مختلف الطبقات الاجتماعية، من يستفيد من النمو الاقتصادي…؟

مجمل القول: أليس نشر الوعي الاقتصادي الشعبي عامل أساسي في تقوية الوعي السياسي من خلال تحفيز الفرد إعلاميا وثقافيا لاستشعاره بدوره المهم في التصدي للسلوكات المضادة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة  وتشجيع المبادرات الإيجابية من جهة أخرى وذلك باستغلال محكم للإمكانيات الهائلة التي توفرها حاليا التكنولوجيات الحديثة للإعلام؟ …

 

محمد العربي الهراس: خبير إقتصادي