محمود من لا يخاف

لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها. للأسف، هذا حال البعض، الذين وجدوا في قناعات الأشخاص السياسية والفكرية، الذريعة لتلفيق تهم مجانية، لأنهم ببساطة لم يتقبلوا ذلك الفكر المختلف عن توجهاتهم السياسية.
ولأنني، فكرت كثيرا قبل أن أرد على مثل هكذا تصرفات، حتى وجدت نفسي مضطرا للرد، كي أصحح بعض المغالطات، وأتطرق لمفاهيم حان الوقت لنفتح فيها نقاش حقيقي.

أولا، انا حينما اخترت أن أجعل من صفحتي المتواضعة على الفيسبوك، تلك المرٱة التي تعكس أفكاري، فإنني لم أتردد يوما في التعبير بروح وطنية صادقة عن قناعتي السياسية بوجه مكشوف، وليس مثل “البعض” الذي يتوارى وراء أسماء مستعارة او ينتحل صفة الأنوثة، في وقت أصبح فيه للنساء مواقف الرجولة.

ثانيا: أرى أن “البعض” تشابهت عليهم المفردات وهم من لبسوا ثوبها، وهنا أود أن أذكركم بأن “العمالة” و”الخيانة” هي مفردات تطلق على من غير مواقفه السياسية أو اختار الاصطفاف إلى جانب جهات معادية لمن كان يتبنى مواقفهم السياسية فيما سبق. وهذا ولله الحمد لم ولن يسجله التاريخ في دفتر سيرتي الشخصية.

ثالثا: أنا ولله الحمد ميسور الحال، لكن قناعاتي السياسية التي أومن بها هي من دفعتني لاعبر عنها في صفحتي المتواضعة، وسأظل اعبر عنها بصوت عالي ولو كلفمي ذلك غاليا. لكني لست ك “البعض” الذي كانوا لسنوات عديدة أبواق المخزن، ولأجل المال غيروا مواقفهم وأطروحاتهم، في محاولة عبثية للعب دور المناضل الصحراوي.

رابعا: حينما ذكرتم ولد الرشيد في معرض هذه الحملة التشهيرية التي استهدفتني، سأقول لكم كلمة، وهي أنني أعتز بأن يمثلي شخص مثل حمدي ولد الرشيد، رجل قدم الشيء الكثير للمدينة حتى باتت في مصاف المدن الكبرى عمرانيا وحضاريا. نعم تلك شهادة أقولها للتاريخ، عن رجل وطني غيور على بلده. ليس مثل البعض، الذين لم نرى منهم سوى الشعارات طيلة نصف قرن من الزمن.

نعم، تلك هي الحقيقة التي لن تتقبلوها، فهناك من يدعون أنهم الممثل الوحيد للصحراويين، لكن الحقيقة أن هناك ألاف الصحراويين لم يمنحوها في يوم من الايام تلك الصفة حتى يدعوها. وحان الوقت لنفتح النقاش في هكذا مواضيع.

أجل، سأدافع عن مشروع الحكم الذاتي، لأنني ببساطة اجد فيه ذلك الحل الذي سينهي معاناة الصحراويين بالمخيمات التي استمرت لنصف قرن من الزمن، وسيضمن للصحراويين جمع شملهم، وهم من تفرقت بهم السبل في موريتانيا واسبانيا والجزائر. سأدافع عن هذا الطرح الذي سيضمن لكافة الصحراويين العيش في وطن أمن يسيرونه بأنفسهم، وسيجنبهم ويلات الحروب التي مزقت عالمنا العربي.

حاولوا أن تتقبلوا وجهات نظر الأخرين، فليس لأحد الحق في مصادرتها.