نظم المجلس الأعلى للترية والتكوين مائدة مستديرة. سلط من خلالها الضوء على إشكالية المدرسة والثقافة. عبر مشاركة ثلة من الأكاديمين والباحثين المهتمين بالشأن الثقافي.

و استهل حسن المزداوي مستشار وزارة الثقافة مداخلته اليوم الأربعاء بالمعرض الدولي للكتاب. ببسط إشكالية حضور الثقافي في البرامج الدراسية. مؤكدا أن النقاش حول هذا الموضوع يأتي في اطار تشاركي مع المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وفي سياق جد مناسب بالنظر لثلاث سياقات، داعيا إلى تضمين الأبعاد الثقافية المغربية في المقررات المدرسية

 

مدرسية

ثلاث سياقات

اولا:  لأن المجلس الاعلى للترية والتكوين. يقوم بأدواره في اطار المواكبة اليقظة لمنظمومة التربية والتكوين. وهذا المفهوم جاء في بلاغ الديوان الملكي. الذي صدر عقب تعيين الرئيس الجديد للمجلس. من خلال فتح الباب للقطاعات الشريكة لقول كلمتها خاصة قطاع الثقافة

ثانيا : سياق المرجعيات الجديدة الذت انطلقت مع الرؤية الاستراتيجية للاصلاح2015-2030. والمولد الجديد للقانون الاطار. واخيرا مخرجات النموذج التنموي الجديد وقبلهما الدستور وخطب الملك. وكلها تشكل مرجعيات محفزة للانطلاق نحو التأسيس لمدرسة حاملة للثقافة المغربية “تامغرابيت”. وهي من المشاريع الواعدة التي تشتغل عليها وزارة الثقافة في إطار استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى

ثالثا: طاولة منطومة الترية والتكوين بقيت عرجاء لانه ينقصها البعد الثقافي بامتياز. وبالتالي قفلكل في حاجة الى المدرسة والثقافة ايضا

واشار الى المدرسة تؤطر عشرة ملاين فرد. بمعنى ان كل الاسر معنية بها اضافة الى أن الثقافة في بعديها الافقي والعمودي التي تهم جميع المغاربة. لافتا الى ان الطابع الافقي للمدرسة والثقافي يحتم عليهما ان يكونا متداخلين. وهنا يأتي النقاش حول التقائية السياسات العمومية التي  من المفروض أن تحصل في اطار البرنامج الحكومي.

 

مدرسية

 

هل المدرسة العمومية الحالية قادرة على مواكبة الأدوار الجديد للثقافة

وتساءل المزداوي قائلا :هل المدرسة العمومية الحالية قادرة على مواكبة الأدوار الجديد للثقافة؟ مشيرا الى ان الثقافة ليست نشاطا موازيا، ولكنها في التقارير الرسمية للقطاعات الحكومية المشرفة بشكل مباشر على منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخاصة تقرير الوزير الوصي على القطاع تحدث على أن 25 في المائة فقط من التلاميذ الذين يشاركون في الانشطة الموازية، وهو ما يشكل سقف المدرسة العمومية في تقاطعها مع المجال الثقافي

وسجل مستشار وزارة الثقافة أنه في سنة 1957 تم رفع أربع مبادئ كبرى: المغربة والتعريب والوحيد والعميم الى الكا الايض سنة 2014، داعيا الى مدخل ثالث للوصول الى فاعل المدرسة الثقافة،

واوضح انه في وزارة الثقافة نقوم مسح للمقررا المدرسية وكمثال مقرر اللغة العرية لقسم السادس ادائي لا يتجاوز عدد الكُتاب المغاربة في النصوص المتواجدة بالمقرر. نسبة 17 في المائة، مقارنة مع باقي الكتاب الآخرين المنحدرين من روافد ثقافية و هوياتية خارج جغرافيا و تاريخ المغرب.

و سجل مستشار وزارة الثقافة، أنه لا يجب تجاوز الجانب الثقافي التخصصي، ولا يمكن ان لا تدخل التخصصات الثقافية كشركاء مع المجلس الاعلى للتربية والتكوين لتضمين البعد الثقافي في المقررات المدرسية، داعيا الى تحصين الاجيال الصاعدة بتمغرابيت حتى يمكن ضمان الاندماج والانفتاح على الثقافات العالمية

 

مدرسية

و أضاف المزداوي أنه حتى داخل خانة هؤلاء الكُتاب المغاربة. لا تعكس التعدد الثقافي و الهوياتي في المغرب، حيث تظل بعض الثقافات هامشية و منسية، مشيرا الى أن الثقافة العبرية باعتبارها رافدا من الروافد الثقافية التي أقرها دستور 2011، يتم التعامل معها بشكل ملتبس أحيانا إن لم يكن بشكل إيديولوجي، و يتم الخلط بين العبرية و الصهيونية و القضية الفلسطينية.

و شدد المستشار على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية بين باحثي و أكاديميي وزارة الثقافة و بين المكونات التعليمية في المجلس الأعلى للتربية و التكوين و الوزارة الوصية على القطاع من أجل تضمين المقررات المدرسية برامج تعليمية تعكس الثقافة المغربية بمختلف مشاربها.

و تجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت مشاركة عبد الجليل بوزوكار مدير المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث، و ثريا ماجدولين شاعرة و باحثة، حسن نجمي شاعر و كاتب، و أحمد عصيد الباحث و الناشط الجمعوي.