دعا فريق الأصالة والمعاصرة الحكومة، إلى المزيد من التدخل الفعال لضمان حكامة تدبير المخزون الوطني للماء. وذلك عبر تنويع مصادر التزود بالماء، واللجوء إلى تحلية مياه البحر لتأمين تزويد العديد من المناطق بمياه الشرب والسقي. ولمواجهة شح المياه، طالب رئيس فريق “البام” بمجلس المستشارين الخمار المرابط، بالإسراع بخفض الاستهلاك بنسبة 20 إلى 30 في المائة في قطاعات الصناعة والسياحة والإدارات واستهلاك الأسر. مشددا على ضرورة وضع برامج للتحكم في الطلب، واقتصاد الماء، وتعزيز برامج التحسيس والإعلام وملاءمة برامج التربية والتكوين مع تحديات قطاع الماء.

واقترح الفريق البرلماني ذاته، الرفع من نسبة معالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها. والاستثمار في مجال البحث العلمي والانفتاح على التجارب الدولية الرائدة في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. مؤكدا في المقابل، أنه يتعين التوجه نحو تقنية الاستمطار الصناعي وتثمين مياه الأمطار، عبر تجميعها والاستفادة منها.

واعتبر فريق الأصالة والمعاصرة، أن إشكال الإجهاد المائي، “أصبح بنيويا حيث بات المغرب يسجل في السنوات الأخيرة ارتفاع مؤشرات أزمة المياه. في ظل الجفاف والتغيرات المناخية، التي أبانت عن هشاشة بعض الأنظمة المائية في شمال ووسط المملكة”.

ونبه المصدر ذاته، إلى مشكل عدم تنويع مصادر التزويد بالمياه، والتركيز على تدبير الموارد التقليدية للتزود بالماء. والتي جعلت المواطنين يحسون بندرة المياه في مناطق كالحسيمة وجهة أكادير والدار البيضاء. منتقدا التأخر في إنجاز العديد من محطات تحلية مياه البحر (محطة آسفي والداخلة، وسيدي إفني، وطرفاية والجهة الشرقية). “مما يعني عدم الاستفادة الكلية من الواجهتين البحريتين الممتدتين على طول 3.500 كلم”.

ودعا البام بالغرفة الثانية للبرلمان، الحكومة إلى الانفتاح على الطاقة النووية السِّلمية. وإلى الاستفادة من التجارب الدولية في مجال تحلية المياه باستعمال الطاقة النووية. مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود الحكومية من خلال تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص في مجال تحلية المياه.

كما دعا الخمار المرابط، إلى التسريع بتعديل القوانين لتكون مُساعِدة على الاستثمار والتنافسية وتحسين حكامة القطاع بالإضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي والابتكار وتوطين التكنولوجيا، وخاصة في علاقة الاستعمالات السلمية للطاقة النووية.

استخدام التكنولوجيا النووية؟

وبخصوص تحلية المياه، التي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة الحرارية أو الكهربائية، أوضح الخمار، أنه يمكن خفض هذه التكلفة المرتفعة عبر استخدام التكنولوجيا النووية كحل استراتيجي يتكامل مع مختلف مصادر الطاقة المتجددة، من خلال الاستفادة من بعض التجارب الدولية الناجحة التي استطاعت توفير مياه بحرية محلاة عن طريق مفاعلات نووية صغيرة أو متوسطة.

وخلص فريق الأصالة والمعاصرة، إلى دعوة الحكومة لتقديم جواب علمي واستراتيجي على إشكالية ندرة و شح المياه. والمساهمة بطريقة فعالة في مجال الأمن المائي والأمن الغذائي تضمن مجابهة العديد من التحديات التي ستواجهها الأجيال الحالية والمقبلة.