غالبيتنا مرت على مسامعه عبارة ” الشريف ولد دار المخزن” أو “الشريفة بنت دار المخزن”. تسمية تطلق على بعض الأشخاص الذين “تقضى على آياديهم” حوائج الناس وتفك بطلاسمهم عقد صعب حلها.

ف “الشريف” أو”الشريفة” أولاد دار المخزن، يتميزون بعلاقاتهم النافذة بجهات عليا ومحيطها “حسب زعمهم”، تُفتح لهم بها الأبواب الموصدة وتبسط لهم المساطر والإجراءات التي تؤرق المواطن العادي. ف “أولاد دار المخزن” هم مواطنون بقوى خارقة، يسعى المواطن العادي، عبر سماسرتهم، للتعرف عليهم ومجالستهم والتقرب منهم. حيث أن احتساء كوب من القهوة برفقتهم، تجعل الشخص مندهشا ومسلوب العقل من كم العلاقات والشخصيات النافذة التي يعرفونها، بأسمائها صفاتها ومعلومات خاصة عنها، توحي وكأن هناك علاقة صداقة خاصة تجمع بينهم. ف “أولاد دار المخزن”، وأنت تجالسهم للمرة الأولى لا يخفونك سرا معرفتهم بشخصيات سامية في البلاد، كما يتقمصون في بعض الأحيان حتى مهام وأدوار مقربة منهم، يجسدونها بتوالي مكالمات هاتفية توهم الجالس وكأن “الشريف” هو من يمسك بزمام الأمور.

دار المخزن

فهناك من “الشرفاء” من يدعي أن أحد أفراد عائلته من الحرس الشخصي لأحد الأمراء أو الأميرات، بل ومنهم من تصل به الجرأة إلى أن ينسب ذلك لنفسه. كما أن هناك منهم (هن) من يدعي صلة قرابة أو مصاهرة تجمعه بأحد مستشاري جلالة الملك، أو بأحد ولاة أو عمال جلالته بربوع المملكة، وغيرها من الصفات التي يصعب التحقق من مصداقيتها.

ولا تكتمل المسرحية دون وجود “كومبارس” يؤثث المشهد، وتملقه المستمر ل “الشريف” بأداء فروض الولاء والطاعة له كلما سمحت الفرصة، فهو من يجعل قلب الضحية يزيد اطمئنان ويسلم بكل جوارحه ويؤدي هو الأخير فروض الولاء والطاعة.

هذا النوع من الشرفاء “أولاد دار المخزن”، يدعون قدرتهم على حل جميع المشاكل، مهما كانت وكيفما كانت، فهدفهم الوحيد في هذه الحياة، هو النصب والاحتيال على الغير، وذلك بتقمص أدوار وشخصيات هم بعيدون كل البعد عنها، وبالتالي يسيئون بذلك للمحيط الملكي بشكل غير مباشر.

فوجب الحيطة والحذر من مثل هؤلاء الأشخاص، الذين يبيعون الوهم للغير، وينصبون بشعار الله الوطن الملك.