الكتاب المعنون ” 2035، المغرب غدا” (“2035. Le Maroc، Demain” ) مؤلف جماعي. كُتب باللغة الفرنسية، وساهم فيه مفكرون وفاعلون من أطياف متعددة. يهتمون كلهم بمستقبل المغرب وبالتحول الساري فيه حاليا على جميع الاصعدة.
انطلقت الفكرة بعد صدور تقرير اللجنة الملكية الخاصة التي كلفت باقتراح نموذج اقتصادي مغربي جديد. و بالتحديد في فترة الحجر الصحي الذي عرفه المغرب تحت وطاة جائحة كوفيد 19.
الفكرة الرابطة بين جميع المساهمات هي بكل اختصار سنة 2035، تلك السنة التي وضعها محرروا مقترح النموذج الجديد كسنة هدف. اي تلك السنة التي يعول عليها ان تكون سنة البزوغ المكتمل للمغرب كقوة جهوية صلبة الأركان. والسنة الرمز لتمكن المملكة من اذكاء دينامية اقتصادية واجتماعية وبيئة مستدامة. تجعل منه بلدا في مصاف البلدان المتقدمة.
فكرة الكتاب الجماعي انبثقت داخل الجمعية المغربية لاقتصاديي المقاولة. (ا. م.ي.ن.) وذلك كمساهمة متعددة المشارب لتصور علمي من جهة وعاطفي من جهة اخرى، لوضعية المغرب سنة 2035.

2035، المغرب غدا 2035، المغرب غدا
جاءت المساهمات بالفعل متنوعة. من حيث المساهمين أنفسهم، ومن حيث المواضيع المتطرق إليها ومن حيث طرق الكتابة المتبعة.
من هاته المساهمات ما هو اقتصادي شمولي، اهتم مثلا بوضع المغرب في موقعه الجهوي الافريقي. و منها ما هو قطاعي اهتم مثلا بالمكانة الممكنة للمغرب في سلاسل الانتاج الصناعية بعد الجاءحة. ومنها كذلك من طرح اشكالية مؤهلات البلاد والتحديات. ومنها ما اهتم بجوانب اجتماعية وانسانية او مجالية. ومنها اخيرا من اكتفى بالتعبير عن أحاسيس وافكار الهمتها اياه ضروف التحول المعاش.

الكتاب ليس مؤلفا اكاديميا و لا دراسة مستقبلية..

للتدقيق، فالمؤلف ليس بالكتاب الأكاديمي المحض او بالدراسة المستقبلية، بقدر ما هو تعبير عن أحاسيس وتطلعات. وكذلك تخمينات حول مستقبل قريب بلاد ضاربة في التاريخ تعمل جاهدة لتغيير احوالها الاقتصادية والاجتماعية الانية. وذلك بحل مشاكلها بارادة قوية، وبتثمين مواردها المتعددة وخصوصا مواردها البشرية، وبتحسين حكامتها الوطنية والمحلية.

2035، المغرب غدا
وكأني بالمؤلف ينطلق من ذلك النور الاجتماعي الوهاج الذي اوقذه المغاربة تحت ضروف الجاءحة الصعبة. كل من منطلق مسؤوليته وقدراته. بدءا بربان السفينة جلالة الملك محمد السادس الذي اتخذ بسرعة قرارات حاسمة، شجاعة، وفعالة. أنقذت البلاد من هول الجاءحة ومن مشاكلها المتعددة واعدت مسارا جديدا نحو التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
الريادة الفعالة والشجاعة التسييرية كانت هي منطلق هذا المؤلف. تلك الريادة التي أعطت المزيد من الثقة بالنفس. واذكت روح المبادرة، وحثت جميع الفاعلين لاتخاذ قرارات مجددة. إضافة الا تعدد أوجه و وسائل التضامن الاجتماعي وتسريع القرارات في جميع مناحي الحياة.

استشرافات مغرب مشرق

نوّر تلك الريادة كان كذلك هو خاتمة المؤلف. بحيث عمل جل المساهمين على استشراف آفاق تطور المغرب ومال احواله المحتملة سنة 2035.
بحيث تراءى للجميع أن النور الذي اوقذه المغاربة تحت وطاة كوفيد، سوف يظل وهاجا إلى أبعد الحدود. و على جميع ربوع المملكة، شماله وجنوبه. و ذلك لما ابان عنه المغاربة من اقدام و تآزر تحت الجائحة. ولما اطلقه المغرب و بسرعة من إصلاحات هيكلية ومن مخططات اقتصادية مجددة ومن انفتاح متوازن على شراكات خارجية متنوعة.
ساهمت في كتاب “2035، المغرب غدا” سبعة عشر شخصية و مسير و مفكر في خمسة عشر مساهمة فردية أو جماعية. حاولوا كلهم تمرير فكرة مضمونها أن المغرب بتلاحمه القوي وثقته الصلبة في مؤهلاته قادر على تحقيق المعجزات.
الكتاب صادر عن دار النشر حنظلة، و موجود ببعض مكتبات الدار البيضاء والرباط ولدى الجمعية المغربية لاقتصاديي المقاولة.
ذ. احمد ازيرار.
منسق المؤلف.