في حوار أجراه موقع (المغرب 35) مع المحلل الاقتصادي “محمد جدري” حول أداء حكومة عزيز أخنوش على المستوى الاجتماعي، اعتبر المحلل الاقتصادي أن المغرب سيتمكن من خلق التنمية وخلق فرص للشغل في الأمد القصير، لكن هذا يبقى شريطة جرأة الحكومة في تنزيلها لمجموعة من الإصلاحات
وأضاف محمد جدري أن التواصل الحكومي يبقى هو النقطة السلبية في أداء حكومة أخنوش، وأنها في عدد من القرارات تفتقد إلى الحنكة السياسية
وفي ما يلي نص الحوار الكامل الذي أجراه الموقع يوم الجمعة 10 دجنبر 2021
المغرب35: في سياق الأزمة الصحية وتضرر القطاع غير المهيكل، إلى أي حد تبدوا وعود الحكومة واقعية وممكن تحقيقها في أفق خمس سنوات من الآن؟
محمد جدري: صحيح أن آثار جائحة كورونا على الاقتصاد المغربي كانت جد مكلفة، بحيث أنه فقدنا أكثر من 800 ألف منصب شغل في السنتين الأخيرتين، وكذلك هناك تضرر لقطاعات متعددة كالقطاع السياحي والصناعة التقليدية والنقل الجوي والنقل السياحي بالإضافة إلى القطاع غير المهيكل الذي تأثر بشكل كبير من آثار جائحة كورونا،
لكن أنا أعتقد بأن التقدم الحاصل في الحملة الوطنية للتلقيح وكذلك هذه الإجراءات الاستباقية التي قام بها المغرب من إغلاق للحدود، للحد من تفشي الفيروس المتحور الجديد “أوميكرون” ستمكن المغرب من الخروج من عنق الزجاجة، وسيتمكن من تحويل هذه الإرهاصات إلى فرص حقيقية من بعد، لأن المغرب سيكون متقدما على دول الجوار وبالتالي فإنه ستكون هناك فرص بالنسبة للسياح الأجانب للقدوم إلى المغرب عوض دول أخرى، وكذلك المستثمرين الأجانب سيرون في المغرب فرصا سانحة من أجل الاستثمار فيه
هذا من ناحية، من ناحية أخرى، كذلك مشاريع الإقلاع الاقتصادي التي ستقوم بها الحكومة الجديدة بحيث أنها خصصت أكثر من 245 مليار درهم بالنسبة للاستثمار العمومي سنة 2022 وكذلك برنامج تنزيل الحماية الاجتماعية الذي سيمكن من إدخال القطاع غير المهيكل إلى القطاع المهيكل
أعتقد أن هذه النقط ستمكن المغرب من خلق التنمية وخلق فرص للشغل في الأمد القصير، لكن هذا يبقى شريطة جرأة الحكومة في تنزيلها لمجموعة من الإصلاحات، يتعلق الأمر بإصلاح صندوق المقاصة والإصلاح الضريبي وإصلاح أنظمة التقاعد ومجموعة من الأمور الأخرى كالعدالة والمساطر الإدارية والحكامة،
أعتقد لو الحكومة توجهت في هذا الاتجاه، ستتمكن من تحقيق برنامجها في أفق خمس سنوات القادمة.
المغرب35: قرارات اتخذتها الحكومة وحركت الشارع من قبيل جواز التلقيح وتسقيف سن الولوج إلى التعليم، ألا يعني هذا أن الحكومة قد تخلق تيارا شعبيا معاكسا لبرنامجها التنموي؟
محمد جدري: من بين النقط السلبية للحكومة الجديدة نقطة التواصل الحكومي، بحيث أن هذه الحكومة، لديها مشكل كبير في التواصل لا مع المؤسسات، ولا مع مواطنات ومواطني هذا البلد
أعتقد أنه مثلا التسرع في تنزيل إجبارية جواز التلقيح للولوج للمؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة وكذلك الأماكن العمومية، كان فيه مجموعة من النقط المتسرعة بحيث أنه كان من الأفضل أن تكون هناك حملة تحسيسية للمواطنات والمواطنين، مع إعطاء مهلة من أجل تنزيل هذه الإجبارية، كما هو الشأن في باقي الدول
كذلك أعتقد أنه مثلا نقطة تسقيف السن لثلاثين سنة بالنسبة لولوج مهن التعليم، ينقصه الكثير من الحنكة السياسية، بحيث أن هذه الحكومة تلتهم رصيدها مع المواطنين مجانا يعني بدون حنكة سياسية وأعتقد بأن هذا الأمر يجب أخذه بعين الاعتبار في الحكومة وكذلك المكلفين بالتواصل يجب عليهم إعادة النظر في مجموعة من الأمور من أجل تواصل أفضل مع مواطنات ومواطني هذا البلد.
المغرب35: تدبير جائحة كورونا له وقع على المزاج الشعبي والاقتصاد الوطني، إلى أي حد ترى أن هناك اختلافا في هذا التدبير بين حكومتي سعد الدين العثماني وعزيز أخنوش؟
محمد جدري: بالفعل هناك اختلاف كبير بين حكومتي السي العثماني أو حكومة السي عزيز أخنوش، بحيث أن حكومة السي العثماني كانت تدبر الجائحة إبان ظهور الفيروس والمراحل التي جاءت من بعد، لكن اليوم حكومة السي عزيز أخنوش فهو يدبر مرحلة الخروج من الجائحة، بحيث أن هذا التقدم الحاصل في الحملة الوطنية للتلقيح، سيعطي مجموعة من النقط الإيجابية للحكومة،
من ناحية أخرى فإن تدبير حكومة السي العثماني للجائحة، كانت له آثار وخيمة بحيث أنها تزامنت مع فترة الانتخابات ورأينا التراجع المفاجئ لحزب العدالة والتنمية في نتائج الاقتراع، لكن حكومة السي عزيز أخنوش سيكون لها من الوقت لتتدارك الهفوات التي ارتكبتها في الخطوات المقبلة وكذلك أعتقد بأن خطة الإقلاع الاقتصادي وإنعاش الاقتصاد ستكون من بين النقط الإيجابية التي ستقوم بها حكومة السي عزيز أخنوش خلافا لحكومة السي العثماني