عرف المغرب في العشرين سنة الاخيرة ثورة غير مسبوقة في البناء و العقار. و قد ساعدت الدولة هذا القطاع تحديدا من أجل التّغلب على النقص الفاذح الذي كان يعرفه سوق العقار بهدف توفير منتجات لائقة للمواطنين لضمان السكن المناسب وفق القدرة الشرائية لكلّ طبقة على حدى. و تبقى مجموعة الضحى إحدى الشركات التي “اغتنمت” هذه الفرصة “الذهبية” لتكوين مجموعة عقارية عملاقة تستثمر في كل بقاع المملكة. بل و امتدّت أذرعها في العديد من الدول الإفريقية .

الشركة التي عرفت العديد من المشاكل الهيكلية و الخسائر الكبيرة و خصوصا مع “فشلها الواضح في مشاريع مثل مشروع “الفتح” بالدار البيضاء، في شطره الخامس و مشروع “الصفاء” ببوسكورة. و مشروع “أوليفري” بفاس و مشروع “ويسلان” بمكناس. و هي المشاريع التي عرفت العديد من التخفيضات والتسهيلات لكنها لم تعرف ذلك النجاح المأمول.. و كذلك مشروع “الأبرار” بمديونة. و مشروع “المهد” الذي تم إلغاوه نهائياً و بطريقة عبثية، دون إبلاغ الزبناء . مع استمرار التسويق والتحصيل و تحويل الغاضبين منهم إلى مشروع فاشل آخر هو مشروع “التوحيد”.

هذه المشاريع “الفاشلة” ساهمت في تدني أسهم الشركة في أعين المواطنين و كذا أصحاب القرار الذين لم يعودوا يعوّلون عليها على ضوء ظهور فاعلين أكثر جديّة.

أي حلول تسويقية لتلميع وجه الشركة؟

و قد عُرف على الشركة استعانتها بالمغنيين و الفنانين ذوي الشعبية لدى المواطنين من أجل تلميع صورتها . و خصوصا عبر حملات الإشهار التي يتمّ تمريرها خلال شهر رمضان المبارك عبر القنوات التلفزيونية الحكومية و غيرها من وسائل الإعلام و التواصل.

و قد تفتّقت “عبقرية” الشركة و فريقها التسويقي هذه المرة و استعانوا بالنجمة الكولومبية “شاكيرا” ذات الصيت العالمي لإنجاز إشهار للمجموعة العقارية سيتم بثّه خلال شهر رمضان المبارك. و أوردت التقارير الصحفية بأن شاكيرا حلٌت في مدينة مدينة مراكش بالفعل. و أقامت بفندق المامونية الشهير خلال الأسبوع الماضي من أجل عمليات التصوير.

و رغم أن مصاريف إنتاج مثل هذه الأعمال “الضخمة” يبقى في طيّ الكتمان. لكنّ العارفين بميادين الإنتاج السمعي البصري يعلمون بأنها حتما ستكّلف الشركة ملايير السنتيمات.

في ظل الأزمة العامة و الخانقة التي يمر منها البلد، هل بهذه الطريقة ستنقذ مجموعة الضحى ما تبقى من سمعتها لدى المواطنين؟. و هل ستمحي شاكيرا الصورة المهتزّة لديهم حول هذا “العملاق العقاري”؟