في رسالة وجهها الرئيس الألماني إلى الملك محمد السادس، بمناسبة السنة الجديدة، أكد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فخامة فرانك فالتر شتاينماير، أن “المغرب قام تحت قيادتكم بإصلاحات واسعة”، مذكرا ب”دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب”.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس والتر شتاينماير دعوة إلى الملك للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد شتاينماير في رسالته إلى الملك محمد السادس، أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قُدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق” لهذا النزاع الاقليمي.
في هذا الإطار قال رشيد لزرق المحلل السياسي، في تصريح ل”المغرب35″، إن العلاقات المغربية االأمانية شهدت قرابة 9 أشهر، حالة جمود وأزمة حقيقية، نتيجة تعاطي ألمانيا مع الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية و كذلك تسريب معلومات استخبارية لمدان في قضية الارهاب، الأمر الذي ولد طلبا مغربيا بتوضيح علاقته مع المانيا وتجميد التعاون التقافي، إضافة إلى مطالبة المغرب من شركاءه الأوروبيين بتوضيح علاقاتهم معه.
وأوضح لزرق، أن العلاقات الخارجية التي تقوم على أساس المصالح العليا للدولة، هي علاقات نديّة تقوم على التبادل،ولا توجد دولة تقدم عطايا لوجه الله بدون مقابل، ولكن تختلف قيم التبادل وأشكاله.
وأكد المحلل السياسي في حديثه للموقع الإلكتروني، أن المغرب طرح طبيعة العلاقة على أساس ندّي يعيد تعريف المصالح الوطنية، ويعيد تعريف ما يتم تبادله مع الشركاء، حينها استغرب البعض كيف للمغرب أن يرغم دولة عظمى على ضرورة التعامل بالندية .
و الآن يضيف لزرق، الدبلوماسية الالمانية، أدركت ضرورة مراجعة خياراتها، وأثبتت الأحداث أن أطرافا فيها قد تكون في لحظة على الطاولة وليس حولها، وهذا ما حدث بالفعل. ويترجم ذلك في ازدياد الإدراك الألماني حجم الخسارة و حجم التحولات الدولية و الإقليمية وهي مدعوة لمراجعة مواقفها على ضوء التحولات التي يشهدها الموقف الدولي من قضية الوحدة الترابية.
وخلص المتحدث بالقول، إن الدبلوماسية المغربية اتسمت بالعقلانية التي تؤسس على إدراك عميق بجوهر الندية في العلاقات الدولية، وبات المغرب دولة إقليمية لا يمكن تجازوها، والموقف الألماني اليوم هو منعطف سياسي جديد، كما أن الازمة السابقة توضح آلام الولادة القادمة المبنية على التعامل بندية وعلى اساس شركاء يحترم كل طرف مصالح الطرف الاخر.