إدريس الأندلسي..فرنسا ” الصهيونية ” تنتقم من ديغول و شيراك

سيطر المال الصهيوني على الإعلام الفرنسي بشكل نازي و عنصري و معاد لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه. أكثر من 80 % من القنوات و الجرائد و المجلات تم شراؤها من طرف لوبيات تعادي الحرية و حقوق الإنسان. المال و سلطاته تسبح ضد كل القيم الكونية في فرنسا و تتنكر لتاريخ بلاد مؤسسة لمنظومة حقوق الإنسان العالمية. أصبح فتح قناة إخبارية فرنسية كفعل ضار بكل القيم و حتى بالتعامل الإنساني مع ما نشاهده من جرائم إسرائيلية لا يمكن وصفها إلا بالجريمة النازية و العنصرية ضد الإنسانية. تنكر حكام فرنسا اليوم لديدرو و فولتير و مونتسكيو و سارتر و دخلوا في نفق ظلامي يتنكر لكل شيء جميل بما في ذلك ثقافة منفتحة على العالم.

تمكن صهاينة فرنسا من أجهزة الحكم و الصحافة و الإقتصاد. و ستصل في القريب من الأيام من إعادة إنتاج ديكتاتورية نتنياهو، المسماة عبثا بالديمقراطية، إلى تقديس القاتل و إعدام ضحاياه، إعلاميا، من الأطفال و النساء و الشيوخ و حتى الرضع داخل مراكز العناية بالخدج في المستشفيات. كيف لمن لا يؤمن بقيمة حق المولود في الحياة، و الذي يضع كل أوجه اللوطية في قمة حقوق الإنسان، أن يتأثر بمقتل أطفال غزة. أجمع حكام فرنسا، و على رأسهم شواذها، على معاداة الشعب الفلسطيني و تجاهلوا سقوط آلاف القتلى من الأطفال و النساء و الشيوخ جراء قصف عشوائي نازي المنشأ و المنتشي بقصف المستشفيات و المدارس و كل ملجأ لإنسان و لو كان رضيعا.
وجب توجيه التحية الإنسانية لدول النرويج و ايرلاندا و إسبانيا التي اعترفت بدولة فلسطين. و ننتظر أن تستجيب دول أوروبية أخرى لنداء العقل و التضامن ضد سياسة الابادة الجماعية و الجريمة ضد الإنسانية التي تقترفها الصهيونية بمساندة من وسائل إعلام فرنسية و أخرى إنجليزية ضدا على مواقف الشعوب في أوروبا. قال المنافقون في الحكومة الفرنسية و على رأسهم الزوج السابق لرئيس الحكومة، أن الظروف الحالية غير مواتية للاعتراف بدولة فلسطين. و يمكن تخيل مضمون الظروف المواتية في القضاء على مليون فلسطيني أو أكثر. هذا هو حال فرنسا اليوم في ظل سيطرة لوبي صهيوني على القرار الفرنسي. و وصل الضغط إلى حد دفع قائدة اليمين المتطرف ” مارين لوبين” إلى التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني و مساواة طغاة الاحتلال بالمدافعين عن حرية شعب يتم قتل أبناءه يوميا. و هكذا تصبح الانتخابات رهينة الموقف من الطغيان الصهيوني.

و ستظل القضية الفلسطينية حاضرة في الحاضر و المستقبل. و سيظل هذا الحضور ثقيلا على عبيد الصهيونية في العالم الغربي صانع الاستعمار و الإمبريالية. يمكن القول أن لدينا في، في ما يسمى العالم العربي، ملايير الدولارات، و لكن لدينا أيضا الكثير من المنافقين الذين يخفون سلوكاتهم إتجاه مغتصبي حقوق شعب فلسطين. و يوجد كثير من محترفي الصخب الخطابي الذين يؤججون الصراعات بين الشعوب و الدول، و يتواضعون حين يتطلب الأمر موقفا مناصرا لفلسطين. و يظل الأهم هو أن لا نثق بالخطاب الغربي المغرق في الخداع و الوفاء للصهيونية. دليلنا اليوم هو موقف فرنسا إتجاه الإعتراف بدولة فلسطين. قاوم الرئيس جاك شيراك عنف البوليس الصهيوني عند زيارته للقدس سنة 1996 و أعطاهم درسا في حقوق الإنسان و انتفض في وجه ضباط الأمن الصهاينة .

و يظل حكام فرنسا اليوم أسوأ من تعاملوا مع القضية الفلسطينية و تنكروا لتاريخ هذا البلد الكبير. لقد تغيرت فرنسا إلى الأسوأ و ستؤدي ثمن خيانتها لقيم الإنسان الكونية و لولائها غير المشروط لإسرائيل. و نجد في تراجع حضور فرنسا في أفريقيا الكثير من الدروس عن تراجع في الوفاء للقيم أولا و ثانيا و اخيرا. و يظل الموقف المناهض للصهاينة واقفا و حاضرا و فاعلا في المشهد الإعلامي الشعبي. يزيد فعله بفعل قوة الصدق المنبعث من مقابر تضم آلاف الأطفال و النساء و الشيوخ الذين اغتالتهم آلة القتل الصهيونية بسلاح أمريكا و إنجلترا و فرنسا و ألمانيا و كل داعمي إبادة شعب فلسطين. غدا سيحاكم القاتل و من يدعمه أمام محكمة التاريخ و قبلها أمام المحكمة الجنائية الدولية .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقبل اقرأ المزيد

تم اكتشاف الإعلانات محظورة

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل ملحق الإعلانات المحظورة الخاص بك من متصفحاتك لموقعنا على الويب.