محمد الغلوسي: موضوع طلبة كلية الطب والصيدلة يصل إلى الباب المسدود دون حل في الأفق
لا أعرف كيف يفكر المسؤولون وعلى رأسهم وزير التعليم العالي والذي يردد بأن باب الحوار مفتوح، وفي نفس الوقت يعاقب الطلبة عبر مجالس تأديبية والتي تصدر عقوبات قاسية، تصل إلى التوقيف عن الدراسة لسنتين في حق بعض ممثلي الطلبة كما تم حل اللجان التي تمثلهم داخل الكليات !!
طلبة في بداية مشوارهم يجدون أنفسهم خارج الكليات لشهور طويلة ، كما وجدوا أمامهم مسؤولون لا أعرف كيف تمكنوا من الإستوزار، إذا كنت حاملا لهَم هذا البلد ولهمومه قد تصاب بكل الأمراض ، بالله عليكم يا مسؤولي هذا البلد من اقترح وزير التعليم العالي للإستوزار ؟وزير فشل فشلا ذريعا حتى في قيادة جامعة القاضي عياض، يجد نفسه وزيرا للتعليم العالي وهو بنفسه لم يصدق ذلك !!
كيف لمسؤول على وزارة مهمة قام بتشريد الموظفين لما كان رئيسا لجامعة القاضي عياض وضمنهم نساء نقلهن رغم كل الإستعطاف في اطار مزاجه السلطوي إلى قلعة السراغنة، وهن يقطن بمراكش ومضطرات للتنقل كل صباح من مراكش إلى قلعة السراغنة ذهابا وإيابا، ولم تفلح كل الوساطات بما فيها تلك التي قمت بها شخصيا، لما كنت رئيسا لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش إلى جانب اعضاء مكتب الفرع بطلب من نقابة الموظفين.
وبناء عليه تواصلنا كمكتب فرع الجمعية مع السيد الرئيس والذي ضرب لنا موعدا من أجل مناقشة الموضوع ،لأنني شخصيا لا أؤمن مطلقا بمنطق تأزيم القضايا وإشعال النيران، والمفاجأة هو أننا حضرنا في الموعد لمناقشة الموضوع من كل جوانبه والبحث في صيغ إيجاد المخارج الممكنة للوصول إلى حل يرضي الطرفين، لكننا للأسف لم نجد الرئيس في الموعد المحدد ودون أي يقدم اي اعتذار او على الاقل أن تقدم لنا توضيحات حول أسباب تنصله من التزامه الذي قطعه على نفسه.
لا يمكن لمسؤول بسيرة انتقامية ونزوع مرضي نحو السلطة ان يجد حلا لمشكلة طلبة كلية الطب والصيدلة ،بل إن العقوبات التأديبية الصادرة في حق الطلبة لن تشفي غليله لأنه يرى بأنها غير كافية
رد الطلبة على كل ذلك هو انهم يؤمنون بالوطن ويحبونه حبا كبيرا ويتمنون له كل خير ،ولأنهم كذلك فانهم اختاروا ان يردوا على تعنت المسؤولين بمبادرات وطنية جميلة وقرروا ان ينظموا حملة وطنية للتبرع بالدم وحملة اخرى لتنظيف الشواطئ ،والرأي العام ينتظر من ينظف المهام والمسؤوليات العمومية من المسؤولين المسكونين بهواجس ومرض السلطة والبريستيج الخاوي !
قضية طلبة كلية الطب والصيدلة ليست امرا عاديا ،انها تحولت إلى ازمة ستكون لها تداعيات سلبية على المستقبل ،وعلى كل العقلاء من مختلف المواقع التدخل لنزع فتيلها قبل فوات الآن ،الطلبة ابناؤنا وشبابنا نحبهم جميعا ، وعلينا ان نأخذ بيدهم حتى يعبروا بكل آمان وأمن.