تحقيق.. شركات لدول عربية بينها المغرب تصدر منتجات “الكوشر” إلى إسرائيل
فجر تحقيق صحفي مشترك لموقعي “ميدل إيست آي” البريطاني، و”عربي بوست”، فضيحة تتعلق بمئات المنتجات الغذائية التي تصنعها شركات عربية بينها المغرب، وتحمل علامة “الكوشر” اليهودية، تصل باستمرار إلى دولة اسرائيل، رغم الحرب على غزة ودعوات المقاطعة.
وكشف التحقيق المنشور باللغتين العربية والإنجليزية الموقع باسم الصحافيين “هبة ناصر” و”سيمون هوبر” عن الروابط بين دولة إسرائيل وعدد من الدول العربية، والشركات المنتجة في المنطقة، لا سيما المغرب ، والإمارات، ومصر، والأردن، وتركيا.

capture d’écran 2024 06 25 214809
وأوضح موقع “عربي بوست” استنادا على بيانات رسمية إسرائيلية أن عشرات المنتجات الغذائية المغربية التي وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، بغرض بيعها في الأسواق الإسرائيلية، وتذكر البيانات أسماء الشركات المغربية صاحبة منتجات مغربية في إسرائيل، كما تكشف جانباً مهماً من حجم التصدير من المغرب إلى إسرائيل.
وأبرز أن هذه البيانات صادرة عن “الحاخامية الكبرى في إسرائيل”، التي تُعد المؤسسة الدينية في البلاد والمتخصصة في قضايا عدة، من بينها إصدار شهادة “الكوشير” اللازمة من أجل تسويق وبيع المنتجات في إسرائيل، والتي يعني وجودها أن الطعام متوافقٌ مع الشريعة اليهودية، حيث يوضع شعار الشهادة على المنتجات المباعة في إسرائيل، وتم نشر هذه البيانات على موقع الحكومة الإسرائيلية.

1 1 1024×764
وأشار “عربي بوست” إلى أنه أجرى تحققاً طويلاً حول البيانات الرسمية الإسرائيلية، مرّ بمراحل عدة، من بينها التواصل مع 25 شركة مغربية من الشركات الواردة أسماؤها، لمنحها حق الرد والتوضيح، وتم منحها أياماً للإجابة، وتلقينا ردوداً من ثلاث شركات فقط هما “RIO DE ORO” و”FACONEX” و”(SOCIETE PATES ET COUSCOUS ENNASR (SPCE”، فيما لم نتلق رداً من شركات أخرى، بينما لم نتمكن من التواصل مع 4 شركات بسبب غياب أي معلومات عن طريقة التواصل معها.
وأشار إلى أن آخر تحديث للبيانات التي نشرتها الحاخامية الكبرى عن منتجات حصل عليها مستوردون من مصانع وشركات في دول عربية وإسلامية كان يوم 30 ماي 2024، لافتا إلى أن البيانات يتم تحديثها باستمرار، وفقاً للشهادات الجديدة الممنوحة من قبل الحاخامية.

capture d’écran 2024 06 25 214947
وأضاف أنه تم التواصل مع مصادر رسمية فلسطينية وتجار في الضفة الغربية، للتأكد من أن البضائع التي تحصل على شهادة “الكوشير” ليست مخصصة للبيع في مناطق السلطة الفلسطينية، فضلاً عن تأكيد الحاخامية الكبرى أن الحصول على “الكوشير” ضروري لتسويق وبيع المنتجات في إسرائيل
ويستند التحقيق، وفقا لذات المصدر، إلى بيانات معتمدة لعلامة “الكوشر”، التي تعني أن المادة صالحة للاستخدام في الشريعة اليهودية، والتي نشرتها الحاخامية الكبرى في إسرائيل. مشيرا إلى أن هذه المنتجات لا تزال متوفرة على رفوف المتاجر في دولة الاحتلال، وعلى المتاجر الإلكترونية فيها.
ونفت بعض الشركات التي تواصل معها معدو التحقيق تصدير البضائع إلى إسرائيل، لكنها قالت إن منتجاتها ربما وجدت طريقها إلى الأسواق الإسرائيلية عبر شركات وموزعين في بلدان ثالثة.
وقال آخرون إن منتجاتهم كانت مخصصة للأسواق الفلسطينية، على الرغم من أن شهادة “الكوشر” ليست مطلوبة للمنتجات التي يتم تسويقها لفلسطينيي الداخل، أو في الضفة الغربية المحتلة.
وبموجب قوانين استيراد الأغذية في دولة الاحتلال، تقع مسؤولية الحصول على شهادات الكوشر على عاتق المستورد.
كما توفر أحدث البيانات التي نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي نظرة ثاقبة لمدى استمرار التجارة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وقدرت قيمة الواردات من مصر إلى إسرائيل في ماي 2024 بمبلغ 25 مليون دولار، وهو ضعف الرقم المسجل في الشهر ذاته من عام 2023، على الرغم من أن إجمالي الواردات للأشهر الخمسة الأولى من العام انخفض بشكل طفيف عند 85.6 مليون دولار مقارنة بـ 90.7 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام السابق.
وبلغت قيمة الواردات من الإمارات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام نحو 1.2 مليار دولار، بانخفاض من 988 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الواردات من الأردن 129.1 مليون دولار، بانخفاض من 184 مليون دولار. وكانت قيمة واردات البلدين في ماي أعلى مما كانت عليه في ماي 2023. وبلغت قيمة الواردات من المغرب للأشهر الخمسة الأولى من العام 7.4 مليون دولار، بانخفاض عن 8.6 مليون دولار.
علاقات تجارية مع دول عربية
وتضم قاعدة البيانات، وفقا للمصدر نفسه، 35 شركة مصرية، و25 شركة مغربية، وخمس شركات أردنية، وأربع شركات إماراتية، وسبع شركات أجنبية تتاجر مع شركات إسرائيلية من منشآت إنتاج في الإمارات. موضحا أن حوالي 442 منتجًا غذائيًا حصل على شهادات “الكوشر”. وتشمل الخضر والفواكه المجمدة أو المعلبة والزيوت والطحينة والسكر والمشمش والتونة والمعكرونة والفول السوداني والعصير.
وأبرز التحقيق أن مصر والأردن، المتاخمتان لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تتمتعان بعلاقات تجارية راسخة مع إسرائيل، مبنية على علاقات دبلوماسية طويلة الأمد بين البلدين.
ونمت التجارة من الإمارات العربية المتحدة والمغرب إلى إسرائيل منذ أن قامت الدولتان بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل من خلال اتفاقيات إبراهيم لعام 2020.
ووفقًا لقاعدة البيانات، فإن عددًا صغيرًا من المنتجات من الشركات في تونس والمملكة العربية السعودية معتمدة حاليًا على أنها “كوشر”. ولا تقيم أي من الدولتين علاقات دبلوماسية أو تجارية رسمية مع إسرائيل.
وتشمل الشركات المغربية التي تنتج منتجات “كوشر”، حسب التحقيق المذكور، شركة أطلس لزيوت الزيتون، وهي واحدة من أقدم الشركات في البلاد، وشركة إنتاج الأسماك “تاليكروب”، وشركة إنتاج السكر “كونسيومار”.
وهناك شركة مغربية أخرى مدرجة في قاعدة البيانات، وهي منتج المأكولات البحرية “ريو دي أورو”، يقع مقرها في ميناء الداخلة.
وقالت بعض الشركات التي تواصل معها معدو التقرير إن منتجاتها كانت مخصصة للبيع في الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ولفلسطينيي الداخل المحتل.
لكن المستوردين الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية، والداخل المحتل، يُطلب منهم الحصول على شهادة “الكوشر”. حسب “ميدل إيست آي” البريطاني، و”عربي بوست”.