رغم تحركاتها الماراتونية.. جبهة البوليساريو الانفصالية تفشل في عقد لقاءات مع قادة الاحزاب الموريتانية

لم تتمكن جبهة بوليساريو من تحقيق أي نتيجة بخصوص تحركاتها الماراتونية و المكثفة في دولة موريتانيا، قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة التي انطلقت اليوم السبت، من أجل التأثير على الأحزاب السياسية والمسار الانتخابي لهذا البلد الذي تربطه علاقات متنامية مع المغرب.

وأوضحت وسائل إعلام دولية أنه بوصول الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية إلى نهايتها، لم تتمكن جبهة بوليساريو الانفصالية من الحصول على دعم من الأحزاب الموريتانية الأوفر حظا في الفوز بالانتخابات، مشيرة إلى أن محاولات وفد الجبهة الانفصالية لإحداث اختراق سياسي في صفوف الأحزاب ذات الثقل السياسي فشلت في تحقيق أهدافها.

وانطلقت اليوم السبت الانتخابات الرئاسية، حيث يتنافس حولها 8 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.

وكشفت ذات المصادر أن الجبهة الانفصالية، قامت بإرسال عدد من الممثلين يقودهم السالك بيبه، المقرب من زعيمها إبراهيم غالي، للقاء عدد من قادة الأحزاب السياسية وبعض المرشحين المستقلين، لكن الغالبية رفضوا لقائهم باستثناء البعض من قادة الأحزاب أولهم رئيس حزب الإنصاف، بيرام الداه أعبيد.

وروجت وسائل إعلام جزائرية لبضع لقاءات لوفد بوليساريو مع قلة من قيادات الأحزاب التي ليس لها ثقل سياسي في الساحة الموريتانية من بينهم حمادي سيدي المختار رئيس حزب تواصل، ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم.

وعملت المنابر الجزائرية على تكثيف الدعاية لهذه اللقاءات وإعطائها وزنا في إطار التعليمات التي تتلقاها بهذا الشأن من السلطات كمحاولة لمجاراة الدعم المتزايد الذي يحظى به المغرب في ملف الصحراء المغربية.

وأشارت إلى أن ما جرى من لقاءات غلب عليها المصحة الشخصية أكثر من الإطار المؤسسي، وذلك بالنظر لعلاقات الانتماء القبلي أو العلاقات الشخصية المصلحية مع بعض السياسيين، في حين جرى تهويلها في الإعلام الجزائري.

وقال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن الجزائر وصنيعتها بوليساريو تتوجس كثيرا من تغير الموقف الموريتاني لصالح المغرب نظرا لتزايد اهتمام نواكشوط بتوطيد العلاقة مع الرباط ونظرا لتوطد العلاقات بين الطرفين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية فضلا عن التعاون الأمني الوثيق بين الجارين.

وأضاف أنه وبالرغم من تبني موريتانيا لموقف الحياد رسميا إلا أنها عمليا تبدو أقرب الى الجانب المغربي، إذ تعترف عمليا بمغربية الصحراء من خلال مجموعة من الشراكات أهمها تلك المتعلقة بتدبير معبر الكركرات وأيضا المتعلقة بالتنسيق الأمني ومراقبة الحدود المشتركة ما بين البلدين، إلى جانب الاتفاقيات المتعلقة بانبوب الغاز المغربي النيجيري، والذي يمر عبر الأقاليم الجنوبية للمملكة وتراهن عليه موريتانيا مستقبلا في تصدير غازها.