المياه الجوفية بالمغرب تحتوي على بكتيريا قاتلة
أفاد خبراء متخصصون بأنه تم العثور على بكتيريا السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية في المياه الجوفية بمنطقة سهل تادلة بالمغرب (بيكساباي).
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، قد صصرح داخل قبة الغرفة الثانية بأن المياه المغربية تعاني من، بالإضافة إلى الحرارة والجفاف، من الإكراهات المتعلقة بارتفاع الطلب على الماء وانجراف التربة وتوحل حقينات السدود والاستغلال المفرط للمياه الجوفية وتلوث الموارد المائية، بالإضافة إلى الإكراهات المتعلقة بالتمويل والموارد البشرية
وتصنف بكتيريا السالمونيلا على أنها من النوعية “اللاهوائية الاختيارية”، وهذا يعني أنها تفضل الأكسجين، لكنها يمكن أن تتكيف مع البيئات منعدمة الأكسجين، إذا أجبرتها الظروف على ذلك.
ووثقت دراسة نشرتها دورية “ساينتفيك ريبورتيز”، العثور على بكتيريا السالمونيلا، وهي من البكتريا “اللاهوائية الاختيارية” في المياه الجوفية بمنطقة سهل تادلة بالمغرب، ووجد الفريق البحثي المصري المغربي المشترك الذي أعد الدراسة، أن الأنواع التي تم عزلها من المياه كانت مقاومة للمضادات الحيوية. وفقا لما ذكرته قناة الجزيرة عبر موقعها الإلكتروني.
وأبرز الدكتور غريب الصياد، وهو أحد الباحثين الرئيسيين بالدراسة”، في تصريح للجزيرة إنه “سيتم لاحقا إجراء دراسة على عينات من المياه الجوفية ستجمع من عدة مناطق بمصر، وبالاشتراك مع الفريق البحثي المغربي، لاكتشاف ما إذا كانت نفس المشكلة متكررة أم لا”.
وأوضح الخبير أن خطورة العثور على تلك البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المياه الجوفية، هو أنها يمكن تنتقل إلى البشر مجددا، إذا تناولوا لحوم حيوان استخدم تلك المياه، أو تم استخدام تلك المياه في ريّ محاصيل زراعية تناولها البشر لاحقا.
وأشار ذات المصدر الى أن سلالات السالمونيلا، تتسبب في التهاب المعدة والأمعاء، والذي عادة ما يكون خفيفا ولا يحتاج إلى علاج، ولكنه يمكن أن يكون مُميتا عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، لذلك فإن العثور على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في عينات المياه الجوفية، هو أمر مثير للقلق.
وتطورت مقاومة السالمونيلا لمجموعة متنوعة من مضادات الميكروبات منذ أوائل التسعينيات، وأصبحت هذه الظاهرة آخذة في الارتفاع، مما يشكل تهديدًا صحيا عالميا، كما يوضح الصياد.
من التشخيص إلى العلاج
والخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي المصري المغربي بعد تشخيص المشكلة، هي معرفة كيف تمكنت السالمونيلا من التكيف مع بيئة منعدمة الأكسجين في طبقات المياه الجوفية، وهو ما يمكن أن يفيد لاحقا في تطوير علاج يقضي على تلك البكتيريا، كما سيعملون على تطوير فلاتر يمكنها معالجة المياه المحتوية على السالمونيلا.
ويقول الصياد “المؤشرات المبدئية في دراسة نقوم عليها حاليا تشير إلى أن البكتيريا وهي تفرز إنزيمات مكنتها من مقاومة المضادات الحيوية، كان لهذه الإنزيمات دور أيضا في تحقيق التكيف مع البيئة منعدمة الأكسجين، وهو ما سنؤكده بمزيد من التجارب، ونعلن عنه في دراسة ننشرها لاحقا”.
ويضيف أن “هذه الدراسة ستمكننا من اكتشاف قدرات تلك البكتيريا، وهو ما سيساعدنا لاحقا على تطوير مركب جديد يستهدفها باستخدام تقنية النانو، وهو مجال حققنا فيه إنجازا مع بكتيريا أخرى، ويمكن تكراره”.
وتمكّن الصياد وفريقه البحثي مؤخرا من استهداف بكتيريا “سيدوموناس إيرجيونيزا” المقاومة للمضادات الحيوية، عبر تحضير تركيبات من جسيمات الفضة وأكسيد النحاس النانوية مترافقة مع المضاد الحيوي الكوليستين، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في دراسة تم نشرها بدورية “بي إم سي ميكروبيولوجي”