أرسلان..”التطبيع تهديد وجودي للمغرب يستدعي إعادة النظر في التصدي له” ويدعو إلى تحالف عالمي ضد الصهيونية

اعتبر فتح الله أرسلان نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أن الجماعة تلحّ في مختلف المناسبات على فضيلة الحوار وضرورة الميثاق، ولا نمل من تكرارهما ولا نيأس من الإصرار عليهما، ولا نستعجل ثمارهما إيمانا منا بأن الأمر جلل ويحتاج تقعيدا سليما بين مختلف الحساسيات في المجتمع تعزيزا للثقة وتبديدا لكل المخاوف، ورفعا لكل التباس وسوء الفهم، وتفوية للفرصة أمام أدوات التفرقة وبث السموم بين مختلف الفاعلين لوأد أي تقارب بينهم خدمة لمصالحها التي يضر ها أي تقارب مجتمعي”.

وأضاف أرسلان في كلمة بمناسبة الندوة الفكرية التي نظمتها الجماعة حول موضوع “الشباب ورهانات البناء والتحرير” يوم الأحد 8 دجنبر 2024 في سياق تخليدها للذكرى الثانية عشرة لرحيل شيخ الجماعة المؤسس عبد السلام ياسين، أن من باب التقييم للمرحلة السابقة، أنه تحققت إيجابيات كثيرة منها على سبيل المثال ما تحقق في الميدان؛ إذْ سجلنا، يقول المتحدث، تنسيقا وتوحيدا لمجموعة من الحراكات الاجتماعية والحقوقية أثمرت على سبيل المثال الافراج عن عدد من الوجوه الصحفية والنشطاء من بينهم سليمان الريسوني، رغم قصور هذه الخطوة في نظره لأنها استثنت عددا من الوجوه الأخرى استحضر منها الأستاذ المحامي والنقيب محمد زيان.

كما استدعى الناطق الرسمي باسم الجماعة ما تحقق في إسناد الشعب المغربي الذي تواصل منذ أزيد من سنة بلا كلل ولا ملل للقضية الفلسطينية منذ طوفان الأقصى، وهذا الإسناد الكبير والمتواصل الذي عدّه أنموذجا عالميا ما هو، في نظره إلا نتيجة لهذا التواصل والتنسيق بين كل شركاء الوطن المناصرين لحق الشعب الفلسطيني.

ومن النتائج أيضا التي تحققت، من وجهة نظره، أن خطاب الحوار أضحى هو السائد اليوم بين كل أطياف الشعب المغربي بعد أن كان شاذا ومستبعدا بفعل سيادة الأفكار الإقصائية والتوجس من الآخر.

ولفت إلى أن هناك قضايا أكثر يمكن أن تكون محط اهتمام الجميع في المرحلة الحالية، وفي مقدمتها سرطان التطبيع الذي لم يعد، بحسبه، مجرد تطبيع عادي لعلاقات بين دولة وكيان غير شرعي، بل انتقلت خطورته إلى استهداف المجتمع والدولة في المغرب، حيث أصبحنا، يقول المتحدث “أمام احتلال واستيطان للصهيونية في البلاد سواء من خلال منحهم الجنسية المغربية، وتمكينهم من الأراضي، وتدخلهم الكبير في المنظومة الثقافية والتعليمية للبلد، إلى جانب تغلغلهم في الاقتصاد والدفاع الوطني بل حتى في الأوقاف والشؤون الدينية للمغاربة”.

وهذا التهديد الوجودي للوطن يستدعي، في نظره، إعادة النظر في طريقة التصدي للتطبيع الذي لم يعد يجب أن ننظر إليه أنه مجرد دعم لإخوتنا الفلسطينيين، بل هو في المقاوم الأول تصدٍّ لخطر يداهم وطننا ووجودنا نحن المغاربة. وجدّد التذكير بمقترح كانت تقدمت به الجماعة على لسان رئيس مجلس شوراها عبد الكريم العلمي الذي دعا إلى إنشاء “تحالف عالمي ضد الصهيونية” الذي أضحى اليوم حاجة ملحة في ظل ما رآه العالم من وحشية هذا الكيان المجرم وخطره على الإنسانية عامة وتفتيت الشعوب ومقدراتها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقبل اقرأ المزيد

تم اكتشاف الإعلانات محظورة

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل ملحق الإعلانات المحظورة الخاص بك من متصفحاتك لموقعنا على الويب.