العرايشي يفرض خلوده على كرسي القطب الإعلامي العمومي رغم حصيلة الفشل المتتالية
تفتقت عبقرية فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والخالد في منصبه منذ سنوات والتي لم تسجل حصيلته الا الفشل في استقطاب المتلقي المغربي الذي يسدد من جيبه ضرائب تدبير وتمويل القطب الإعلامي العمومي وكشف أن توحيد قنوات الإعلام العمومي في هولدينغ موحد تحت إشراف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لن يمس الخط التحريري لكل قناة على حدة، في إشارة إلى كل من قناتي دوزيم، وميدي1 تيفي.
وفي الوقت الذي يهرب المغاربة الى قنوات فضائية لدول أخرى من أجل مشاهدة البرامج التوعوية والتثقيفية يتحدث العرايشي عن الخط التحريري للقنوات العمومية، وكأنها تقدم برامج ينتظرها المشاهد المغربي على مدار الساعة من اجل الاستفادة منها، فعلى من يضحك؟
وقال لعرايشي افي كلمة خلال اجتماع لجنة التعليم بمجلس النواب خصص لمناقشة مواضيع تتصل بقطاع الإعلام ومعايير توزيع دعم الصحافة المغربية، ووضعية الإعلام السمعي البصري، أمس الثلاثلاء إن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ستمتلك 100 في المائة من أسهم شركة صورياد دوزيم، وذلك خلال أجل شهرين المقبلين.
وأوضح لعرايشي، الذي يجلس على كرسي الاعلام المغربي من سنة 1999، أن الأمر يتعلق بقرار سياسي للحكومة سمح للشركة الوطنية حسم امتلاك كل من قناة ميدي1 تيفي بنسبة 100 في المائة، فيما حصلت على 83.6 في المائة من ميدي1 راديو، و 83.6 في المائة من شركة ريجي3 التي تتكلف بتسويق الاشهار لشركة صورياد دوزيم وقناة ميدي1. فهل سيعود هذا الوضع بتجويد المادة الاعلامية المقدمة للمشاهد المغربي؟ اللهم تمديد سنوات خلود العرايشي على كرسي القطب العمومي دون تجديد أو تغيير ويبقى خيار الهروب من القنوات المغربية هو الملاذ الوحيد للمشاهد.
ويأتي هذا الكلام في سياق استعدادات المغرب لاستضافة ملتقيات رياضية وكروية عالمية، تفرض تحديات كبرى على الاعلام العمومي أساسا وتسائل الخدمة العمومية للاعلام في تحقيق التعددية والتعريف بالمغرب تاريخا وحضارة ودولة ومجتمعا فهل يراهن العرايشي على برامجه المملة والموجهة بشكل يعود لسياسات ما قبل الحرب الباردة حيث كان الاعلام جهازا لتمرير ايديولوجية الدولة بشكل فج وفاضح…
ولعل خلود العرايشي على رأس القطب العمومي يعكس أزمة بنيوية في فهم مفهوم الاعلام أمام التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة يوميا، ويكشف بالملموس أسباب رفض المشاهد المغربي لكثير مما تعرضه “قنوات لعرايشي”، خاصة المواد الترفيهية منها، والتي جعلت الكثير من سكان المملكة يهاجرون لقنوات أجنبية، وهذا ما تؤكده أرقام ماروك ميتري في كل مناسبة سانحة.