قصة اختلاس أزيد من 60 مليار وأراضي لا حصر لها وهذا هو الحل الأنجع لوقف نزيف الاختلاسات
طفت على السطح قبل أيام فضيحة اختلاس ما لا يقل عن ستين مليار سنتيم مغربي، فضلا عن أراضي لا حصر لها في ملكية شركة العمران سبق أن اقتنتها بأسعار زهيدة ، وبطل الفضيحة ليس إلا المدير السابق لفرعية “العمران الشرق” .
ويتابع على ذمة هذه القضية في حالة اعتقال احتياطي، بالإضافة للمدير السابق لشركة العمران بشرق المملكة أربعة متهمين آخرين، من بينهم نائب المدير السابق ، في الوقت الذي يتابع على ذمة نفس القضية خمسة آخرين في حالة سراح مؤقت .
هذا، وقد سبق للشركة الأم في شخص مديرها العام حسني الغزاوي، أن تقدمت بشكاية للوكيل العام للملك ضد كل هؤلاء المتابعين، ووجهت إليهم تهم اختلاس أموال الشركة والتلاعب في الصفقات فضلا عن إقصاء متنافسين باستعمال طرق احتيالية .
وقد حدد قاضي التحقيق المكلف بجرائم الأموال بالغرفة الأولى التابعة لمحكمة استئناف فاس، يوم السابع عشر من الشهر القادم كموعد للتحقيق التفصيلي مع مدير فرعية الشرق، بالإضافة لباقي المتابعين في نفس القضية .
جدير بالذكر أن المتهم الرئيسي في هذه القضية المدعو زكرياء لزرق، بالإضافة للمدير المالي للشركة، فضلا عن مهندس ومسيري شركتين استفادتا من صفقات شركة العمران بالشرق، تم إيداعهم جميعا بالسجن المحلي بوركايز بعمالة مولاي يعقوب بمدينة فاس .
جدير بالذكر أنه تم افتضاح الأمر بعد تراكم الديون على فرع الشركة الجهوي بالشرق، والذي فاق الملياري درهم في ظرف عشر سنوات، فضلا عن التراجع الملموس في نشاطها التجاري والذي استدعى فتح تحقيق داخلي خلص إلى فضائح لا حصر لها .
فقد سبق للمعني بالأمر المتهم الرئيسي، أن صرف أموالا في مشاريع لن تعود بالربح على الشركة، وهو ما كبد العمران خسائر جمة وتسبب في الحجز على حساباتها البنكية لصالح مقاولات نفذت مشاريع للشركة ولم تستلم عائداتها .
وفي نفس السياق أبرم عدة اتفاقيات مع إدارات وجماعات ترابية، تهم عدة مشاريع تتعلق بالبنية التحتية لهذه المؤسسات و تسلم زكرياء لزرق مقابل ذلك مبالغ مالية ضخمة لكنه صرفها في غير محلها .
هذا وقد تم تدارك الأمر مؤقتا، عبر حث باقي فروع الشركة بجهات المملكة على معالجة مكامن الخلل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه واسترجاع نشاط فرع الشركة بالشرق تدريجيا، علاوة على مراجعة بعض المشاريع السابقة وتفعيلها من جديد ، وقد بدأت تتعافى بالفعل بعد اتخاذ هذه الخطوات الهامة من لدن الإدارة المركزية لشركة العمران .
زكرياء لزرق، ليس إلا نموذجا سيئا واحدا من عدة نماذج موجود في الكثير من المؤسسات العمومية، وهي بمثابة فيروسات تنتشر أكثر وتفتك بالاقتصاد المغربي يوما عن يوم، ويجب استئصالها عاجلا غير آجل ومحاسبتها ومعاقبتها والأهم هو استرداد كل الأموال المنهوبة وعدم السماح في فرنك واحد منها .
الاعتقال وحده، هو ما يساهم في تفشي ظاهرة الاختلاسات التي لنا معها عدة تجارب سابقة، ونتمنى أن لا تليها تجارب لاحقة، والحل هو استرجاع الأموال المختلسة سواء عبر الحجز على كل ممتلكات المتهم وممتلكات أقاربه إن سجلها بأسمائهم أو حولها لأرصدتهم …
بقلم : الصحافي حسن الخباز