هيلالة.. “جواز الشباب Neet” المبادرة القديمة للوزير الكحص حملة انتخابية سابقة لأوانها لوزير الشباب والتواصل الحالي

في الوقت الذي ينتظر الشباب المغربي، الذي يشكل تقريبا نسبة ثلثي الساكنة، والذي يعاني من رداءة التعليم بشهادة كل المؤسسات وانتشار البطالة والتهميش، (ينتظر) مشاريع جادة ومسؤولة تعنى به وتساعده لتحقيق طموحاته وتنقله إلى مستويات اجتماعية واقتصادية أفضل وأرقى، يمارس وزير قطاع الشباب مهدي بنسعيد سلوك النعامة بإخفاء وجهه وسط التراب ويظن أنه في مأمن من الخطر.
وأعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الاثنين بالرباط، في حفل بهيج بقصبة “شالة” عن تعميم خدمات “جواز الشباب” على الصعيد الوطني، حضره عدد من الوزراء وشخصيات من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد. وكأنه أتى بشيء جديد يستحق كل هاد “الهيلالة” اللهم إن كان حسب عدد من المراقبين حملة انتخابية سابقة لأوانها؟

وللتذكير، فإعلان المهدي بنسعيد حول تطبيق وتفعيل جواز الشباب، كان قد طرحه الوزير السابق محمد الگحص خلال حكومة إدريس جطو. كما أن وزير الشباب والرياضة الأسبق منصف بلخياط، أيضا كان قد تحدث عنه خلال المناظرة الوطنية للشباب عام 2011 ببوزنيقة، وتم إدراجه كبرنامج كان من المتوقع إطلاقه خلال تلك الأيام لكن، حل الحكومة آنذاك لإعادة الانتخابات بدستور جديد

وقبل كل هذا وذاك، هل سيعمل بنسعيد كذلك على تفعيل المجالس التي لم نسمع عنها شيئًا حتى الآن، والتي جاء بها دستور 2011، مثل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، ويحولها إلى واقع اجتماعي، أم سننتظر سنوات أخرى لتحقيق هذا الإنجاز؟

ما لا يعلمه أو يتغاضى عنه السيد الوزير، الذي يحاول جاهدا تطبيق نظريات قديمة لـ”لماركوتينغ السياسي” والذي أنعم على شباب المغرب بخدمات بنكية والولوج للمآثر التاريخية بثمن منخفض، هو الأرقام التي كان المجلس الاقتصادي والاجتماعي قد كشف عنها والتي تتحدث عن 4.3 ملايين شابة وشاب مغربي ما بين 15 و34 سنة “لا يشتغلون وليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين”“NEET”، وأكد أن فئة “نيت” بالمغرب “تتسم بالهشاشة وتواجه أشكالا متعددة من الإقصاء ببقائها خارج منظومة الشغل والتعليم والتكوين المهني، بالإضافة إلى ما يترتب عن استمرار إقصاء هؤلاء الشباب من تداعيات خطيرة تهدد تماسك المجتمع والسلم الاجتماعي من خلال تعميق مظاهر الفقر والهشاشة والفوارق، وتغذية الشعور بالإحباط والأزمات النفسية ما قد يؤدي إلى الانحراف والتطرف والهجرة السرية”. اين كل هؤلاء من جواز الشباب؟.

وكان رضا الشامي رئيس المجلس المذكور قد كشف أن هذه الفئة تمثل في المغرب “حوالي 1.5 مليون شابة وشاب مغربي بين 15 و24 سنة، وإذ وسعنا القاعدة من 15 إلى 34 سنة ينتقل الرقم إلى 4.3 ملايين لا ينتمون إلى فئة التلاميذ أو الطلبة أو المتدربين في التكوين المهني ويوجدون في وضعية بطالة أو خارج الساكنة النشيطة، أي لا يبحثون عن الشغل لسبب من الأسباب، في وقت يستحقون مستقبلا لائقا في بلادنا”، مشددا على أن “هذه أرقام مقلقة جدا”.

وفي الوقت الذي يتغنى الوزير بهذه المبادرة القديمة-الجديدة، يعمل على إقبار عدد من المقاولات الاعلامية الناشئة والصغيرة والتي توفر فرص العمل على جحافل من الصحافيين الشباب وحرمانهم من حقهم في العمل بالنظر للشروط الصعبة التي فرضها قانونه على المقاولات الصحفية وبالتالي حرمانها من الدعم والذي ستكون نتائجه كارثية اذا ما أفلست المقاولات وطردت آلاف الصحافيين، فهل سيبادر إلى تقديم جواز الصحافة؟ ان صحت هذه الكلمة.
أكثر من هذا فمثل هذه الخدمات وفقا لعدد من المهتمين، لم تعد تغري الشباب بل ولم يعد معمولا بها حتى في الدول الأروبية، والجميع أصبح يدري أهدافها الإحصائية بغية الانتخابات.
كما ان اغلب تلك الخدمات المتضمنة للجواز هي في الاصل محظ تجارية، تعتمد الكم الكبير وخصم نسبة ضعيفة تماما كأي سمسار يشتغل بالعمولة يأتيك بخمسين زبون لتخصم لهم نسبة معينة وتجازي الوزير بالعمولة.
هذا التذكير بما لهذه الخدمات من سلبيات في دول اعتبرتها عنصرية وتفضل فئة على اخرى مما يتطلب حذفها وتعميم جميع الخدمات على جميع فئات المجتمع.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقبل اقرأ المزيد

تم اكتشاف الإعلانات محظورة

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل ملحق الإعلانات المحظورة الخاص بك من متصفحاتك لموقعنا على الويب.