السبت 24 ماي 2025

رسالة إلى حكام الجزائر.. أمامكم فرصة للمراجعة ومد اليد قبل الإنهيار و فوات الأوان

في ظل التطورات السياسية والدبلوماسية التي يعرفها ملف الصحراء، بعد تقرير المبعوث الأممي للأمم المتحدة ستيفان دميستورا، وتوصية الولايات المتحدة بتبني الحكم الذاتي كخيار أول وأخير للقضية، ومحاصرتها لجميع المناورات السياسية للجزائر ووضعها في خانة ضيقة يجعلها مع مرور الوقت، واقتراب الدورة المقبلة للمجلس الأمن بعيدا كليا عن التسوية النهائية القادمة والتي غالبا لن تخرج عن سياق الحكم الذاتي بدعم من أمريكا والأمم المتحدة، بينما خيار “تقرير المصير” سيكون المصير الذي حدده المغرب لساكنة الأقاليم الجنوبية وليس وهم المصير الذي تعيشه عليه البوليساريو وحكام الجزائر.
اليوم يا حكام الجزائر، لم يعد هناك مجال للمناورة والقيام بأي تحركات دبلوماسية أو سياسية، بعدما أغلق المغرب كل المنافذ سواء في أوروبا أو أمريكا أو أسيا أو أمريكا اللاتينية، بحيث أصبح جل الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وقريبا بريطانيا والصين في الطريق، لدعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية وفرضه كحل سياسي ونهائي بقوة القانون الدولي ومجلس الأمن، بعيدا عن أسطوانة الترافع في الاتحاد الافريقي والضغط على المغرب من قبل لجنة ما يسمى “تصفية الاستعمار” وغيرها من لجن الاتحاد الافريقي التي تظل مجرد “ديكور” وفضاء للاجتماع والخطابات الرنانة التي ليس لها أي صدى على الصعيد الدولي والأممي، بعد المستجدات الجديدة والحسم القادم للقضية.

لهذا عليكم يا حكام الجزائر سواء الجنرالات أو السياسيين الحاكمين للبلاد، أن تعلموا ان الوقت انتهى ولم يعد هناك مجال لسياسة الشد والجدب أو “شد ليا نقطع ليك”، لأن ملف قضية الصحراء خرج من أيديكم بشكل رسمي، بعد التوصية الأمريكية واعتراف المبعوث الأممي بأن الثلاثة أشهر المقبلة ستكون حاسمة لفرض المصير في الصحراء والذي لن يخرج عن السيادة المغربية والمتمثل في إقرار الحكم الذاتي ووضع آلياته لتنزيله على ارض الواقع.

أمامكم يا حكام الجزائر، فرصة ومناسبة جديدة لمراجعة سياستكم العدائية تجاه المغرب، وتغليب منطق الحكمة والصواب وإحياء العلاقة الدبلوماسية والسياسية مع المغرب، والجلوس معه في طاولة واحدة وتقبل الأمر الواقع والقرار الأممي القادم والذي حتما سيشكل لكم صدمة قوية بعدما يفرض الحكم الذاتي بقوة القانون الدولي، ولن تنفعكم لا سياستكم ولا تنديدكم ولا الاستعراضات العسكرية وكلام “القوة الضاربة” والعروض العسكرية والمناورات التي تبقى مهرجانات لأجل التسويق الإعلامي الداخلي، لأن المغرب بدوره يمتلك قدرات عسكرية هائلة وتجهيزات وجنود أشداء لكنه لا يستعملها للمظاهر والتباهي والترويج الإعلامي.

فالواقع الدولي اليوم والتطورات الإقليمية والسياسية، والإنهيار الدبلوماسي الذي تعرفه الدائرة السياسية الجزائرية في علاقتها مع فرنسا أو أمريكا أو إسبانيا، تفرض عليكم يا حكام الجزائر النزول من البرج العالي، وتغليب لغة الحوار والجوار مع المغرب والتقارب المغاربي والبحث عن المصلحة العامة للمنطقة ولشعوبها، عوض التفكير بالزج بها في صراع إقليمي لا فائدة منه وقد يخلق مآسي مثل ما يحدث في دول عربية أخرى مثل السودان وماحصل في اليمن وسوريا وليبيا، فلابد من مراجعة السياسة السابقة ووضع سياسة جديدة خارجية مبنية على الأخوة والجوار والتواصل الدبلوماسي الرزين، وفسح باب الحوار المباشر حول قضية استنزفت أموال شعب الجزائر ولن تعود يأي منفعة عليه، فالكرة في ملعبكم وعليكم بالمبادرة الحسنة، فالمغرب أمامكم يفتح أبوابه لكم والحل وراءكم قادم فما عليكم سوى طرق الباب رفقة ممثل الجبهة للجلوس والحوار في الرباط، قبل ان يفرض عليكم الجلوس صاغرين في نيويورك.

موقع إخباري شامل يعتمد رؤية النموذج التنموي الجديد للمغرب في أفق سنة 2035، كمادة أساسية للمتابعة والإخبار وتعزيز النقاش.

عن المغرب 35

جميع الحقوق محفوظة لموقع المغرب 35 © 2025

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقبل اقرأ المزيد

تم اكتشاف الإعلانات محظورة

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل ملحق الإعلانات المحظورة الخاص بك من متصفحاتك لموقعنا على الويب.