الارتجال والفوضوية عنوان يؤطر الدورة الثلاثون، لمعرض النشر الكتاب، والدورة الرابعة في زمن وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، ما جعل عددا من الكتاب والمثقفين يدخلون في حالة حيص بيص.
وفي هذا السياق كتبت نعيمة فنو رئيسة جمعية “همم للإبداع” في تدوينة عبر صفحتها بالفيسبوك مساء اليوم الجمعة:”حين لا تُحدد وزارة الثقافة موعدًا قارًّا وواضحًا للمعرض، يعيش الكُتّاب حالة ترقّب وقلق مستمرين، فهم لا يعرفون متى سيتسنى لهم تقديم أعمالهم، ولا كيف سينسقون مع دور النشر، ولا إن كانت كتبهم ستصل أصلًا في الوقت المناسب. كثير منهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى التسريع في إنهاء كتبهم بشكل غير مريح، ما يؤثر على الجودة، ويُدخلهم في دوّامة من التوتر والضغط.
أما دور النشر، تضيف الرئيسة، فتواجه ضغطًا مضاعفًا: من جهة عليها الالتزام مع الكُتّاب والموزعين، ومن جهة أخرى تواجه عراقيل لوجستيكية في الشحن، العرض، الطباعة والتوزيع. بعض الدور لم تتوصل بالكتب أصلًا بسبب تغيير التوقيت، وبعضها وجد نفسه مضطرًا لتقديم إصدارات كثيرة دفعة واحدة في ظروف غير مناسبة، ما يؤثر على الترويج، البيع، بل وحتى على علاقتها مع مؤلفيها.
وأشارت إلى أن هذا الضغط النفسي الجماعي يجعل من المعرض، بدل أن يكون لحظة فرح واحتفاء بالكتاب، محطة توتر، عبء، وقلق. فالمبدع لا يكتب في ظل هذا الارتباك، والمكتبة الوطنية تتأخر في اجراء أرقام الايداع (حتى يزورها أغلب الكتاب ليحيحو) والناشر لا يشتغل براحة، والمشارك لا يخطط بثقة، والقارئ لا يواكب بجاذبية. كل ذلك نتيجة غياب برمجة ثقافية مستقرة وواضحة.
وختمت فنو تدوينتها قائلة: لقد تحوّلت مناسبة من المفترض أن تكون عرسًا ثقافيًا إلى تحدٍ مرهق نفسيًا ولوجستيًا، وهو أمر غير مقبول في بلد يُراهن على الثقافة كرافعة للتنمية والانفتاح. الوزارة مدعوة اليوم لا فقط إلى التنظيم، بل إلى الاعتراف بآثار هذا العبث على نفسية الفاعلين الثقافيين، والعمل بجدية على تصحيح المسار قبل أن يفقد المعرض مكانته واحترامه. فلا يعقل تغير مواعيد معرض الكتاب ومكانه في كل مرة