في كل مناسبة لمعرض الكتاب الدولي الذي كان يقام بمدينة الدار البيضاء وخلال السنتين الاخيرتين بمدينة الرباط، تطفو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور لنشطاء. و هم يقومون باقتناء الكتب بالعشرات والمئات من طرف المغاربة. و الذين يستغلون فرصة معرض الكتاب السنوية لشراء ما استجد من كتب وروايات ودراسات ومؤلفات في مختلف الميادين والمجالات الثقافية والفكرية والعلمية

وإذا كان اقتناء الكتاب سنة حميدة تساهم في حركية الدورة الاقتصادية لذا دور النشر والمكتبات بعد الجمود الذي يعانونه طيلة العام. فإن هذه العادة الحميدة تطرح أكثر من علامة استفهام. خاصة مع تدني مستوى القراءة في المغرب وتراجع الاقبال على الكتب على مدار السنة

وفي هذا السياق أوضح الباحث السوسيولوجي رشيد الفقير، في تصريح لجريدة “المغرب35” أن القراءة في المجتمع المغربي أصبح بريستيجا . أكثر من كونها ممارسة يومية او اسبوعية ضرورية لتغذية الفكر و العقل. وتساهم في تنوير الرأي العام والرفع من الذوق العام الجمعي. خاصة مع بروز مواقع التواصل الاجتماعي التي قضت على كل ما هو حميمي وشخصي بدء بالمطالعة والقراءة. و اللذان كان يعدان الى عهد قريب قبل غزو الانترنت من الطقوس الفردية و التي يطبعها نوع من الشخصية. أما اليوم فقد اصبحت هذه الحميمية نادرة إن لم تكن منعدمة الى حد كبير وصار الكل يشارك مع الكل كل شيء.

احصائيات القراءة تصيب بالذهول..

وأشار الباحث السوسيولوجي قائلا: مجرد الاطلاع على أرقام الاحصائيات التي تعنى بالقراءة، سيصاب المرء بالذهول. إذ كيف تسجل مبيعات الكتب في المعارض بملايين الدراهم في حين ان نسبة القراءة متدنية كما قلت. وهذا يفسر كون شراء الكتب وأخذ صورة معها، صار أكثر أهمية من قراءتها ومعرفة محتوياتها. ما يعني ان هذه الصور تدخل في مجال التعويض بالمعنى السيكولوجي للكلمة، ويأخذ أبعاد إظهار نوع من المكانة داخل مجتمع القراءة..

أكثر من هذا، يضيف الباحث السوسيولوجي لاحظنا أن بعض زبناء المقاهي، وخاصة الشباب منهم. يتأبطون الكتاب لكن طيلة المدة الي يقضيها الشاب في المقهى لا يتصفح ولو ورقة من ذلك الكتاب الموضوع فوق الطاولة . و يكتفي بمشاهدة الهاتف و أخذ الصور مع الكتاب و كأنه يقول لأصدقائه الافتراضيين بمواقع التواصل الاجتماعي شاهدوني اني مثقف، فأنا أطالع كتاب. و واقع الحال أن الأمر ليس كذلك. و  هذا ما يؤكد أطروحة السوسيولوجي الاسباني إيمانويل كاستزل الذي يعتبر اننا اصبحنا أمام مجتمعات استعراضية تظهر ما هو جميل ومثالي. رغم أنه قد يكون مجرد ادعاء ولا علاقة له بالواقع.

وأشار الفقير الى انه يجب تدارك هذه المعظلة التي أصبحت متفشية في المجتمع المغربي واتخاذ اجراءات عملية وليس شعاراتية فقط. من أجل تشجيع القراءة وتحبيب الكتاب للناشئة، فالاحصائيات تدفع الفاعل السياسي أولا الى تحمل مسؤوليته . بالاضافة الى فاعلين آخرين قبل ان ينفك العقد ونصير امام مجتمع مركب من ناحية الامية