يقول الباحثون إن لقاحا مخصصا للسرطان يستخدم تقنية مشابهة للقاح كورونا. قد سجل نتائج مبكرة “مفعمة بالأمل حقا”. وذلك وفقا لصحيفة الإندبندنت (Independent) البريطانية.

وقد أعطي اللقاح لـ8 مرضى بسرطان الرأس و العنق في مركز “كلاتربريدج” (Clatterbridge) للسرطان . التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بعد أن تلقوا العلاج القياسي. ولم ينتكس أي من المرضى بعد عدة أشهر.

في المقابل، حدثت عودة للسرطان لدى مريضَين في مجموعة المراقبة لم يتلقيا اللقاح.

تفاؤل بالنتائج ولكن بحذر

ووفق تقرير للكاتب صموئيل لوفيت في الصحيفة البريطانية، يقول البروفيسور كريستيان أوتينماير -وهو استشاري الأورام الطبية ومدير الأبحاث السريرية في مركز “كلاتربريدج”- لشبكة “سكاي نيوز” (Sky News) إنه “متفائل بحذر” بشأن النتائج.

وتابع “أنا متفائل حقا.. متحمس جدا حيال ذلك. تشير جميع البيانات إلى الاتجاه الصحيح”.

وصنع اللقاح -الذي يحمل الاسم الرمزي “تي جي 4050” (TG4050)- من قبل شركة “ترانزجين” (Transgene) الفرنسية باستخدام تقنية مماثلة أنتجت لقاح “أسترازينيكا” (AstraZeneca) المضاد لكوفيد-19.

ما هي تقنية لقاح أسترازينيكا-أكسفورد التي استخدمها لقاح السرطان الجديد؟

لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford) طوره المختبر البريطاني أسترازينيكا وجامعة أكسفورد. والتقنية التي يستخدمها هي “النواقل الفيروسية” (Viral vector)، وفيها يستخدم فيروس آخر أقل ضراوة، يجري تحويله ليضاف إلى جزء من فيروس كورونا، ويتم إدخال الفيروس المعدل إلى خلايا الأفراد، التي تقوم بإنتاج بروتين نموذجي لـ”سارس كوف 2″، وهو ما من شأنه دفع أنظمتهم المناعية إلى التعرف عليه.

ويستخدم لقاح أسترازينيكا-أكسفورد “فيروسا غدانيا” (Adenoviruses) كناقل فيروسي، في تقنية تشبه اللقاح الروسي.

كيف يتم تصميم لقاح السرطان الجديد؟

اللقاح يتم تصميمه بشكل خاص لكل مريض وفقا للحمض النووي الموجود في السرطان لديه.

كيف يعمل لقاح السرطان الجديد؟

بعد حقن اللقاح، يطلب من الجسم إنتاج بروتينات مماثلة لتلك الموجودة على سطح الأورام، مما يؤدي إلى استجابة مناعية.

ومن الناحية النظرية، تدمر أي خلايا سرطانية تظهر نفس البروتينات السطحية المتبقية في مجرى الدم بعد الجراحة بواسطة الخلايا التائية، مما يمنع السرطان من اكتساب موطئ قدم.

ويقول البروفيسور أوتينماير لشبكة “سكاي نيوز” “يمكن لجهاز المناعة رؤية الأشياء التي لا يمكننا رؤيتها في عمليات المسح.. إنه أذكى بكثير من البشر”.

خريطة مرضى السرطان عالميا يعتبر مرض السرطان ثاني أكثر أسباب الوفيات عالميا إذ يتسبب بوفاة واحدة من كل 6، وأودى بحياة 10 ملايين شخص عام 2020. 08.02.2022، للاستعمال الداخلي فقط

30 منطقة

وهناك أكثر من 30 منطقة في الرأس والعنق يمكن أن يتطور فيها السرطان، بما في ذلك الفم والحلق. وهذه الأنواع من مرض السرطان لديها فرصة كبيرة للانتكاس وعودة الورم.

والأطباء متفائلون بشأن اللقاح لأنه خاص بسرطان كل مريض. ويقول كبير المسؤولين الطبيين في “ترانزجين” الدكتور مود برانديلي، إنه يوفر للمرضى “أملا جديدا” في السباق لعلاج السرطان.

ومع ذلك، فإن الدكتورة خوانيتا لوبيز الباحثة السريرية في معهد أبحاث السرطان، حذرت من أن إستراتيجية التطعيم “الشخصية للغاية” تستغرق وقتا طويلا ومعقدا، وتستغرق حوالي 4 أسابيع لإنتاج لقاح لمريض واحد فقط، كما أنها مكلفة للغاية، كما تقول.

ما هو سرطان الرأس والعنق؟

سرطان الرأس والعنق هو ورم خبيث يظهر في هذه الأجزاء من الجسم.

وتشمل إصابات سرطان الرأس والعنق الأورام التي تصيب منطقة ما فوق الترقوة، وتقسم إلى 3 أقسام رئيسية هي: سرطان تجويف الفم، وسرطان الحنجرة، وسرطان الأنف والبلعوم.

وعادة ما يبدأ نشوء الخلايا السرطانية في منطقة الجيوب الأنفية والغدد اللعابية والفم والأنف والحنجرة.

وتتميز أورام الرأس والعنق السرطانية بارتفاع نسب الإصابة بين الذكور مقارنة بانتشارها بين الإناث، حيث تكون نسبة تعرض الذكور لهذه الإصابات تفوق نسبة تعرض الإناث لها بـ3 أضعاف، كما أن أكثر الناس عرضة لها هم ممن بلغوا الـ50 من العمر.

وتختلف أعراض الإصابة باختلاف موقع الخلايا السرطانية في الرأس أو الرقبة، ويمكن أن تشمل:

  • ظهور أورام أو تقرحات مؤلمة لا تلتئم في الفم.
  • صعوبة في البلع.
  • تغير في الصوت.

وفي بعض الحالات تظهر بعض الأعراض المبكرة على المصابين بسرطان الرأس والعنق، مما يزيد من فرص الكشف المبكر عن المرض وبالتالي علاجه بفعالية، ولكن ما يؤسف له أن معظم هذه الأمراض السرطانية لا يتم تشخيصها إلا في مرحلة متأخرة، مما يزيد صعوبة معالجتها.

وأكثر من 60% من حالات الإصابة بسرطان الرأس والعنق يأتي تشخيصها متأخرا، وفق بيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية بقطر في أبريل/نيسان 2018.

ومن بين العوامل التي تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق:

  • التدخين.
  • استهلاك المشروبات الكحولية.
  • التعرض لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
  • قد يكون للعوامل البيئية والوراثية والوظيفية دور في زيادة فرص الإصابة بالمرض.

وكما هي الحال مع الأمراض السرطانية الأخرى، فإن فرص النجاة والشفاء من أورام الرأس والعنق تزداد كلما كان التشخيص صحيحا ومبكرا، كما أن استخدام الأساليب الجراحية المتقدمة والعلاج الإشعاعي والكيميائي يساعد إلى حد كبير في تحسين أوضاع المرضى الصحية.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة + مواقع إلكترونية