هل تبدد نبيلة منيب الخلاف الأزلي بين نبيل بنعبد الله وإدريس لشكر؟

ظهر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر ، رفقة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية. في صورة نادرة ،وهما يتبادلان أطراف الحديث،  قبيل افتتاح الجلسة لمؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد يوم أمس الجمعة.
و كانت القطيعة ، هي الناظم الاساسي بين زعيمي أكبر حزبين يساريين بالمغرب. منذ ما قبل واقعة البلوكاح الحكومي إبان حكومة عبد الإله بنكيران سنة 2016.
و تفجر الخلاف بين الطرفين لدرجة أن لا أحد منهما كان يأتي على ذكر الآخر بالاسم.  منذ الخيار الذي اتخذه حزب التقدم والاشتراكية بالمشاركة في حكومة الإسلاميين الأولى سنة 2012. بعدما اختار حزب لشكر الانزواء في المعارضة، رغم دعوة بنكيران لحزب الوردة للمشاركة وما سماه بنكيران حينها بـ”يسخن بيه كتافو”.

لشكر

و كان لشكر قد انتقد بشدة دخول الحزب الشيوعي بقيادة نبيل بنعبد الله ، في حكومة بنكيران وأنه قام بردة  سياسية عن خيار اليسار في صراعه التاريخي مع الإسلاميين ، لكن سرعان ما انقلب الوضع في حكومة الإسلاميين الثانية برئاسة سعد الدين العثماني ، و شارك حزب الاتحاد الاشتراكي في النسخة الثانية لحكومة البيجيدي.

 

خلاف أزلي

و حسب عدد من المتتبعين فإن الخلاف بين بنعبد الله ولشكر ، تعود جذوره الأولى إلى أيام الحياة الطلابية للرفقين ، و أن الصراع بينهما أزلي و ليس حديث الولادة ، بسبب المشاركة من عدمها في حكومة الإسلاميين ، وهو ما يترجم غياب التنسيق بين فريقي الحزبين في المعارضة واعتبار كل واحد منهما يتزعم المعارضة ، لدرجة أن فريق حزب الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب غير إسم فريقه إلى إسم “المعارضة الاتحادية” نكاية في المعارضة التي يحاول حزب الكتاب قيادتها رفقة كل من الفريق البرلماني للحركة الشعبية والمجموعة النيابية للبيجيدي.

واليوم، بعدما جرت مياه كثيرة تحت الجسر، يجد رفاق الأمس أنفسهم مضطرين لتجاوز الخلافات البينية بعد الفشل الذريع الذي يسجله اليسار بالمغرب لسنوات، أمام أزمة اليسار العالمية وانتصار الشعبويات، في سياق سياسي يفرض العمل المشترك وتوحيد الرؤى وتقوية الاصطفافات لزرع الروح في السياسة من جديدة، أمام التحديات الكبرى.. فهل هي بداية عودة الحزبين للعمل السياسي المشترك، أم أنها لا تعدو أن تكون إلى صورة للذكرى وفقط؟