ديرو النية.. أخنوش رئيس الحكومة يمنح لأخنوش رجل الأعمال  صفقة ب800 مليون أورو 

تفجرت فضيحة من العيار الثقيل تمس المجال الاقتصادي والسياسي وحتى الأخلاقي بالمغرب،. ويتعلق الأمر بإقدام رئيس الحكومة عزيز أخنوش على منح صفقة سمينة لتحلية مياه البحر لرجل الأعمال عزيز أخنوش.

ديرو النية

وتأتي هذه الصفقة العمومية في شكلها وخاصة الخاصة في مضمونها، في سياق يرفع أخنوش شعار “ديرو النية”. وفي سياق  يتسم بتدني مستوى المعشية لشرائح واسعة في المجتمع المغربي. أبرزها الطبقة المتوسطة التي لم يعد منها الا الاسم. وفي سياق تتحدث عدد من التقارير الدولية والمحلية عن تراجع معدل الثقة لدى المواطنين المغاربة في الحكومة والمسؤولين الحكوميين.
وحسب ما رشح من معلومات فإن صفقة تحلية مياه البحر بمحطة سيدي رحال بالدار البيضاء.  والتي بقدرة قادر أصبح رئيس الحكومة ظليعا ويمتلك شركة خبيرة في هذا التخصص الجديد، التي تجاوزت 800  مليون أورو. في ضرب فاضح لمبدأ تضارب المصالح.

تضارب المصالح

واليوم يتحقق ما كان عدد من المتتبعين والمراقبين يحذرون منه، وهو أن يستغل رئيس الحكومة عزيز أخنوش نفوذه السياسي والتنفيذ لصالح رجل الأعمال عزيز أخنوش الذي يتربع على عرش الهولدينغ العائلي وتكون له اليد الطولى للفوز بالصفقات السمينة.

وأشارت عدد كن المصادر إلى أن الشركة المنتمية فجأة للهولدينغ العائلي “الأخنوشي” تنافست مع أكثر من شركة على هذه الصفقة قبل أن “يتنازل” بعضها أو “ينسحب” البعض الآخر في ظروف غامضة..

تحلية مياه البحر

وأشارت ذات المصادر إلى أن المثير في هذه الصفقة/المهزلة أن شركة رئيس الحكومة التي فازت بصفقة القرن في مجال تحلية مياه البحر. هي ربما شركة طارئة على هذا التخصص التقني. وليست لها  أي تجربة سابقة في مجال تحلية مياه البحر إذا ما صحت هذه المعلومة..
لكن المشكل هو أخطر من ذلك بكثير. تضيف ذات المصادر، لأن الأمر لا يتعلق هنا بتنافس شفاف وشريف. طالما أن  عزيز أخنوش الفائز بالصفقة هو رئيس الإدارة المغربية بكاملها. بما فيها ربما حتى هذه اللجنة التي حددت لائحة الشركات الفائزة.. و أن فوز  عزيز أخنوش من موقع رئاسة الحكومة المغربية بأكبر صفقة لتحلية المياه في القارة الإفريقية بكاملها. هو ليس تنازع أو تضارب مصالح أو لهطة أو جشعا فقط..

ويأتي فوز عزيز أخنوش بهذه الصفقة العظمى في زمن غلاء الأسعار وغلاء “المازوط” وفي سياق تعتزم حكومته برفع أسعار البوطا وانحسار التشغيل في الوظيفة العمومية. وانسداد أفق عدد من الشباب حاملي الشواهد في الترقي الاجتماعي والخروج من بوثقة الفقر والحاجة .. وفي هذا الظرف الحساس والمتوتر هو بالتأكيد لعب بالدستور وبالقانون وتهييج لفقراء الناس.. وهو أيضا استفزاز وتحريض للمغاربة لدفعهم إلى الإحباط وإلى اليأس وإلى فقدان الثقة في الغد وفي المستقبل وربما حتى في بلدهم..

وجدير بالذكر أن ، رئيسنا في الحكومة “منح” لنفسه ولشركاته صفقة ب800 مليون أورو كاملة غير منقوصة في وقت يرفض فيه سعادته حتى مجرد “زيادات” طفيفة من 100 درهم للأساتذة وللمعلمين وللأرامل وللأيتام..
وأمام كل ما سبق فإن رئيس الحكومة المحترم يلعب بالنار في سياق اقتصادي وسياسي مشحونين وجب خلاله التحلي بروح الوطنية واستحضار المصلحة العامة قبل الخاصة الضيقة والأنانية المتوحشة.. وإلا فإن الحيط اقترب ولم تعد تفصلنا أمامه إلا ميليمترات قليلة.