كشفت دراسة ميدانية وطنية حول:”القيم وتفعيلها المؤسسي: تغييرات وانتظارات لدى المغاربة” التي أنجزها مجلس النواب، أن ما يقرب ثلثي المؤسسات والإدارات العمومية، كالمستشفيات والمحاكم والإذاعات والقنوات التلفزية المغربية، تحظى بثقة ضعيفة، بنسبة 64 في المائة، و72 فالمائة منها بثقة متوسطة، و9 فالمئة فقط بثقة تامة والتي تهم المؤسسات الحيوية.

وأكدت الدراسة، أن أهمية التفعيل المؤسسي للقيم تتمثل في أن ما قد يتعرض له الأفراد من عدم إنصاف واحترام، وعدم نزاهة وصدق في التعامل كثيرا ما يؤدي إلى تقليص الثقة في المؤسسة المعنية، ودرجة الرضى عن الخدمات المقدمة، بل قد يصل ذلك إلى حد الانسحاب من الأفعال والأنشطة التطوعية، وتراجع مستوى الرضى عن العمل الحكومي والنسق الإداري، وصولا إلى عدم المشاركة السياسية.

ويقيم الأفراد المؤسسات العمومية انطلاقا من النتائج التي تحققها في تعاملها معهم، وكذا استنادا إلى القيم الخاصة والمتقاسمة التي يفترض أنها تشتغل في سياقها. كما يحدد الأفراد اتجاهاتهم نحو المؤسسات العمومية بكيفية متغيرة حسب القطاع المعني، وانطلاقا من المعلومات المستقاة من الإعلام واتصالاتهم الشخصية وتجاربهم المباشرة مع مختلف القطاعات الخدماتية. وإذا ما شاع عن مؤسسة ما بأنها غير عادلة ومنصفة، ولا تعامل المواطنين والمواطنات على قدم المساواة، فإن ذيوع مثل هذه الصور والأحكام عنها يؤثر سلبا على المناخ التدبيري داخلها، ويعيق قدرتها على بناء علاقات ثقة مع المجتمع.