راجت أخبار متضاربة حول موقف تركيا من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. المسألة التي حسم فيها الأتراك منذ مدّة عبر التأكيد بأنّ الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب حلّ موضوعي و ذو مصداقية.  لكن الصفحة الرسمية للسفارة التركية بالجزائر نشرت تدوينة ،مؤرّخة ب 12 ماي، تقول فيها بأّنّ تركيا “تدافع منذ البداية على إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ومن خلال الحوار بين الأطراف”. و بأنّ “تركيا تدعم وحدة أراضي وسيادة جميع دول المنطقة داخل حدودها المعترف بها دوليًا”. بحيث يُفهم من التدوينة بأنّ تركيا تتبنى موقفا “ضبابيا”.
 هذا هو الرد “المزعوم” ل “المتحدث باسم وزارة الخارجية،السفير تانجو بيلغيتش. على سؤال حول “المزاعم” الواردة في بعض وسائل الإعلام باعتراف تركيا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، كما ورد بالحرف في التدوينة “الملغومة”.

و أكّد كاتب التدوينة : “كما أعرب معالي وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، عن هذه النقطة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية، في مدينة مراكش يوم 11 مايو الجاري”.

يبدو من خلال  الكلمات و اللغة المستعملين في التدوينة بأنّها موجّهة للاستهلاك الداخلي في الجزائر و لإرضاء نسبي للنظام الجزائري الذي تربطه علاقات تاريخية و اقتصادية مع مستعمره السابق. و متماشية مع الموقف الجزائري الرسمي المعادي للمملكة المغربية.

بوريطة,الجزائر,تركيا

موقف تركيا الواضح

و كان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، يوم الأربعاء الماضي  بمراكش، قد جدّد التأكيد على دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة بكلمات واضحة. هذا نصّها: “أود أن أجدد التأكيد على الموقف المبدئي لتركيا بخصوص الوحدة الترابية للدول وسيادتها. وأن تركيا تدعم سيادة  المغرب الشقيق و وحدته الترابية”.
و جاء ذلك خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقبت محادثاتهما.

وبعدما أعرب عن شكره للمغرب على دعوة تركيا إلى الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش، أكد الدبلوماسي التركي على تطابق وجهات نظر الطرفين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية.

وأبرز، في هذا الصدد، أن هذا الاجتماع جاء في وقت مهم، وذلك في ظل التهديد المتواصل للمنظمات الإرهابية في إفريقيا وآسيا

من جانبه، أكد السيد بوريطة أن المغرب “يقدر موقف تركيا بخصوص قضية الصحراء. ونحن بدورنا نؤيد تركيا في قضاياها الأساسية”.

وأشار إلى أنه “طبقا للتعليمات السامية لجلالة الملك وفخامة الرئيس نعمل على تقوية العلاقات الثنائية في كل المجالات”. مبرزا أن البلدين  “الصديقين والشريكين” يتواصلان بشكل دائم حول مجموعة من القضايا، لاسيما الملف الليبي.

وسجّل أن اللقاء الثنائي شكل فرصة للتداول حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية.  مبرزا أن تركيا “فاعل نشيط في العديد من المنظمات الدولية”.

وفي هذا الاطار، أكد السيد بوريطة أن الجانبين اتفقا على تبادل الزيارات. وكذا عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة، وتكثيف اللقاءات بين القطاع الخاص بالبلدين.

وخلص إلى أن البلدين يتقاسمان نفس وجهات النظر بخصوص مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية.