اهتز الحي العسكري القريب من وسط مدينة وجدة على وقع جريمة بشعة. راح ضحيتها 3 نساء من عائلة واحدة فيما لا زالت الضحية الرابعة تصارع الموت بالمستشفى. بعد تلقيهم لطعنات قوية بواسطة السلاح الأبيض. من طرف عسكري سابق و هو من جيرانهم و البالغ من العمر حوالي 42 سنة.

بنبرة حادة والدموع تنهمر من عينه، وهو متكئا على السور الخارجي للحي العسكري أو ما يسمى لدى ساكنة مدينة وجدة ” الكرطي” هكذا كانت حالة ” عبد الصمد”. وهو يروي بعض تفاصيل الجريمة البشعة التي عرفتها زوال أمس الأحد المدينة لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية: “كعادة ساكنة الحي توجهت صباحا إلى السوق الأسبوع لشراء ما تحتاجه أسرتي من خضر وفواكه ومواد غذائية وغيرها. عدت للمنزل ووقفت مع بعض الأصدقاء الحي نتكلم عن الكرة وهمومها نتحدث عن مباريات المنتخب المغربي وحظوظه في المرور إلى الدور المقبل”.

تم ترحيله من اسبانيا ليتغيّر حاله..

يسترسل: “تفاجئنا بصراخ شديد ينبعث من بيت أحد الجيران، اعتقدنا في بداية الأمر أن الأمر مجرد نزاع عائلي داخلي ولا شأن لنا فيه. لأن الحي خاص بالعسكريين ولا يدخله الغرباء إلا إذا كانوا من أهل أو اقارب ساكنة الحي. ازدادت حدة الصراخ، أردنا الدخول لكن الباب كان مغلقا، حينها لم يبق من خيار أمامنا سوى إخبار الأمن بالأمر. فكانت صدمتنا قوية لما علمنا أن بيت الجيران شهد مجزرة بكل المقاييس. لم أصدق الأمر في بداية الأمر، حتى سمعت طلقات نارية. لأنني أعيش في هذا الحي منذ أزيد من 20 سنة، نعيش حياة عادية وهادئة وفي انسجام تام. ولم يعرف الحي أي مشاكل تذكر باستثناء بعض الخلافات البسيطة بين الجيران والتي عادة ما يكون سببها عراك الأطفال فيما بينهم.”

وأضاف ” عبد الصمد ” خلال معرض حديثه: ” أعرف الجاني جيدا، فهو جارنا أيضا و هو عسكري سابق . كان يشتغل بسلك الجندية . قبل أن يحصل على التقاعد النسبي. وكغيره من العسكريين الذين يغادرون في سن مبكرة يبحثون عن عمل آخر لمواجهة تكاليف الحياة. فهناك من يعمل حارس أمن خاص، وهناك من يشتغل سائقا، في حين فضل آخرون الهجرة نحو الضفة الأخرى بحثا عن حياة أفضل، كما هو الشأن بالنسبة لمرتكب مجزرة اليوم، الذي رحلته السلطات الإسبانية نحو المغرب، لا أعرف السبب، لكن كل ما أعرفه أنه لم يتوفر على أوراق الإقامة هناك “. يضيف ” عبد الصمد” الذي أكد أن القاتل منذ ترحيله تغير سلوكه بشكل كبير. إذ أصبح يميل إلى العزلة أكثر وأصبح مدمنا على المخدرات الأمر الذي جعله يعيش اضطرابا نفسيا ملحوظا.