شعار “البديل الحركي لمواجهة غلاء المعيشة.. عشرة إجراءات لحماية القدرة الشرائية”، اختار حزب الحركة الشعبية عقد الدورة الثالثة عشرة لجامعته الشعبية. تحت إشراف أكاديمية لحسن اليوسي، مساء السبت بسلا. “للتداول والتفاعل مع موضوع راهني يمس الواقع اليومي لمعيش المغاربة”، وفق تعبير المنظمين.

أمين عام حزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، قال إن “انعقاد الجامعة الشعبية، التي دأبت على التعرض لمواضيع فكرية وعلمية أو ذات طابع هوياتي. يأتي هذه المرة مطبوعاً بسياقات استشعار أنين المواطن الذي تجاوز الآذان ليصل القلوب إنْ كانت هناك بقية من إحساس القلب”. واصفاً الأمر بـ”كبرى المفارقات”.

و أضاف أوزين، أمام قاعة ممتلئة في كلمة افتتاحية مطولة، “وجدنا أنفسنا مُجبَرين على التداول في موضوع غلاء تكاليف المعيشة. في إطار نقاش الحقوق الدُّنيا للإنسان، هي الحق في الغذاء والحق في البقاء”.

الشعبية

ولم يتوان الأمين العام الحالي لـ”السنبلة” عن توجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة الحالية. محمّلاً إياها “مسؤولية تفاقم الأوضاع بعد أن فشلت في تدبير أزمة ارتفاع أسعار المحروقات”. وزاد بنبرة تهكّم منتقدة “لأننا لا نبخس الناس أشياءهم. فإن أهم إنجاز لهذه الحكومة يتمثل في ترسيخ غريزة البقاء لدى المواطن المغربي في رحلة معاناة يومية بحثا عن لقمة العيش”.

ولمّح أوزين إلى أن “الشكاوى ضد الوضع الراهن تجاوزت المواطنين ليصل صداها الفنانين”. مستحضراً “تفاعل المغاربة بشكل واسع مع آخر كليب موسيقي للرابور ديزي دروس”، الذي يحمل بحسبه “رسائل واضحة لمن يهمّهم الأمر”.

“الحكومة صمّاء.. ولا نُسيّس الغلاء”

أمين عام حزب الحركة الشعبية استغل كلمته للرد ضمنياً على إجراءات الحكومة المتخذة خلال الأيام القليلة الماضية. معتبرا أن “أسواق الجملة لا يزال يسيّرها قانون يعود إلى زمن الستينيات، فأين القطيعة مع السابق التي تتحدث عنها الحكومة؟”. وزاد قائلا: “تتحدث الحكومة عن لجان مراقبة الغش والأسعار والجودة. و التي ليس من سلطتها محاربة أصل الداء، وهو شبكات المضاربة والاحتكار”.

وأردف مفسرا “دافِعُنا في الحديث ليس فقط ممارسة معارضة من أجل المعارضة ولا تسييس الموضوع. بل لأننا ننتصر للوطن وتأخذنا الكبدة عليه. إلا أن الحكومة صمّاء تجاه مطالبنا وبدائلنا وتأخذها العزة بالإثم… إنها حكومة تنتصر للأغلبية وليس للمواطنين و معيشتهم”.

و ذهب إلى التساؤل عن مصير مخطط المغرب الأخضر في ضمان الأمن الغذائي، قائلا: “هل لنا الجرأة لنعترف بفشله لأنه لم يوفّر لنا الاكتفاء الذاتي، فضلا عن المخزون الاستراتيجي؟”.

و انتقد زعيم الحزب المعارض انتقائية ومزاجية الحكومة في تعامل أعضائها مع الموضوع. متسائلا “بناء على أي مؤشر تبشرنا بانخفاض الأسعار قبل رمضان، فيما المغاربة يهمهم حتى ما بعد رمضان؟”. وسجل أن “الفوضى تطال حتى سلاسل التوزيع في أسواق التقسيط وليس فقط أسواق الجملة”.

المتحدث ذاته انتقد عدم تفاعل الحكومة مع طلبات انعقاد اللجان البرلمانية حول الموضوع. قائلا: “تقدمنا بـ21 طلبا لانعقاد لجان نيابية حول مواضيع لها علاقة بارتفاع أسعار المواد الفلاحية والاستهلاكية. فضلا عن طلبات الأسئلة الكتابية التي بقيت دون جواب. ورسالة إلى رئيس الحكومة بتشكيل لجنة يقظة في ملف أسعار المحروقات”.

دورة الجامعة الشعبية، التي عرفت مشاركة خبراء وفعاليات سياسية وأكاديمية ومهنية، ناقشت حيثيات “الظرفية الصعبة المطبوعة بارتفاع تكاليف المعيشة لبلورة الحلول والبدائل لتجاوز الأزمة”، وهو ما خلص إليه أوزين، معتبرا أنها “وسيلة قوة اقتراحية”.

مآل الإجراءات و إشكالية الاستهداف

بدوره، أشاد امحند العنصر، رئيس الحزب، باختيار “موضوع راهني لانعقاد هذه الدورة”. معتبرا أن “موضوع الساعة هو غلاء المعيشة”. واستدرك قائلا: “أبدا لا نريد تسييس الموضوع، بل نريد أن نفهم الأسباب بشكل عقلاني ونبسط بدائل ومقترحات في هذا الصدد”.

الشعبية

وسجل العنصر، في كلمة تأطيرية لأشغال الجامعة الشعبية، أن “الحكومة فعلا اتخذت تدابير وإجراءات في صالح المواطن. لكن هل هذه الإجراءات بلغت مبتغاها وحققت المأمول منها؟”، يتساءل الزعيم السياسي ذاته، قبل أن يورد مثال دعم مهنيي النقل بخصوص المحروقات، الذي ذهب بحسبه إلى صالح النقالين الكبار ولم يظهر أثره على المواطن.

وقال العنصر في هذا الصدد: “المفروض أن يتم استهداف الفئات ودعم المستحقين لا دعم السوق”. مضيفا بنبرة انتقادية “لا يُمكن الاستغراب لأننا نجني ثمار سياسات 15 عاما الماضية، وهل الأفوكا تضمن لنا الأمن الغذائي؟”.

و خلص المسؤول الحزبي ذاته إلى القول: “على الحكومة أن تُراجع قراراتها. ولا نريد أن نُتّهَم بمزايدات سياسية. بل هدفنا أن نفتح أعينها على خيارات بديلة إن كانت تسير في خط خاطئ”.

 

عن هسبريس