استقالة وهبي من حزب الأصالة والمعاصرة بين تحمل المسؤولية السياسية والتملص منها

أثارت الاستقالة التي تقدم بها عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة للمكتب السياسي اول أمس الاثنين. إثر قضية اعتقال القياديين البارزين سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي. بسبب قضية إيسكوبار الصحراء تباينا في صفوف الباميين بين من اعتبرها تحملا للمسؤولية السياسية ومن اعتبرها تمويها سياسيا وتكتيتا لذر الرماد في العيون. وبين رأي آخر اعتبرها تملصا من تحمل المسؤولية إزاء هذه القضية التي هزت البيت الداخلي لحزب الجرار.

وفي هذا السياق علق سامر أبو القاسم القيادي السابق واحد المؤسسين لحزب الأصالة والمعاصرة على استقالة وهبي. التي تم رفضها من طرف المكتب السياسي للحزب حسب ما يروج. ونشر تدوينة فيسبوكية قائلا “الاستقالة لا تعني دائما تحملا للمسؤولية، فقد تؤشر على تخلص من توضيح ما يقع”.
وأعادت فضيحة تورط القياديين الباميين في القضية التي أصبحت معروفة إعلاميا. بـ”إيسكوبار الصحراء” إثارة علاقة المال بالسياسة وتورط عدد من الفاعلين السياسيين في قضايا المال الحرام وجرائم التزوير والاختلاس والنصب والاحتيال، كما أعادت إلى الواجهة تذكير عضوات وأعضاء الحزب برسالة الإكوادور التي كتبها الأمين العام السابق للحزب حكيم بنشماش حين وجه اتهامات حينها لتيار المستقبل الذي كان يقوده الأمين العام الحالي، وضمه لبارونات وتجار للممنوعات وقوبلت حينها بالتناسي والتجاوز.

جلد الذات الحزبية و إرجاع المشروع من أيادي “البؤساء

وتقاعلا مع تدوينة سامر أبو القاسم قال (و.بوعزاتي) : طبعا … هو كذلك خوف من المواجهة الحاسمة و الاخيرة و الدالة على صدق الادعاء و تورط البعض في مستنقع اللاعودة… هي الحقيقة التي لا يمكن تبريرها بكل اللغات، حتى دوغول لا يمكن له تبرير مثل هذه الكارثة… و الطامة الكبرى عزيزي هي هروب الكل و تنصل الكل من سطاعة الحقيقة … و حتى أنت و أنا و كلنا مسؤولون سياسيا و اخلاقيا حينما توارينا للوراء طواعية أو كرها من مواجهة زحف المال الحرام داخل كل مفاصل الحزب الذي آمنا في وقت سابق أنه الحل … ما يجب القيام به اليوم هو توفر و استجماع ما يكفي من الجرأة الأخلاقية و السياسية من أجل جلد الذات الحزبية حتى التوبة و إرجاع المشروع من أيادي “البؤساء” إلى الطريق الصحيح”.

في حين علق (أ.م) قائلا: “المشروع”، ولد، في الأصل، مشوها… وبالتالي، ليس بمقدوره أن يعمر طويلا… رغم الوجوه المعروفة ذات النية الصادقة.”.

ومن المرتقب أن يعقد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة اجتماعا عاصفا يوم غد الخميس. بعد تفجر قضية “إسكوبار الصحراء”، التي يتابع فيها عبد النبي بعيوي وسعيد الناصيري، حيث سيعلن الحزب موقفا رسميا بخصوص القضية التي هزت الرأي العام الوطني.