«الأخبار الزائفة » ..شر لابد منه في زمن البحث عن البوز  و التفاهة 

 

 

كان الناس يجدون في وسائل الاعلام التقليدية  من صحف وإذاعة وتلفزيون مصدرا للأخبار الموثوقة .

 

 

كان الجمهور يثق في وسائل الإعلام التقليدية الملتزمة بأخلاقيات المهنة التي  تحترم ذكاء القارى والمُشاهد والمستمع .

 

لكن ، ومع الفورة  التكنولوجية وظهور وسائط جديدة حاملة للأخبار ، اختلط الحابل بالنابل في زمن  لم  تعد فيه أهمية  للحقيقة والمصداقية  بقدرما آصبحت الأخبار الصفراء والتافهة  كبقعة زيت تطفو فوق الماء  .

 

هل يمكن أن نقول أن زمن الصحافة المحترفة قد ولى مع ظهور التيكتوك ونشر أخبار تشوهات المجتمع والبحث عن البوز لتحقيق مكاسب مادية .؟

 

كصحفيين مازلنا نشتغل وفقا للقواعد المهنية  ونسبح ضد تيار التفاهة الجارف و المتدفق  بقوة من نهر الأخبار الزائفة.

 

 

قناعتنا الراسخة  في ذلك أننا اخترنا بفخر  الإنتماء لمهنة توصف بكونها مهنة المتاعب .

 

 

الصحفي المهني قبل أن يكتب خبرا  مظطر  لإجراء  أزيد من مكالمة هاتفية مع مصادر متعددة  للتأكد من صدقية الخبر  قبل نقله  بأمانة وحيادية للجمهور .

 

 

كان الناس يثقون في ما تقدمه لهم وسائل الإعلام التقليدية  وأصبحوا الآن يتناولون وجبات إخبارية فيها الكثير من الكذب والزيف والتدجين أيضا.

 

 

في المغرب ، مثلا شكل تفشي وباء كورونا ، مناسبة لتناسل الأخبار الزائفة المستخفة بالفيروس  القاتل الذي حصد ملايين الأرواح في العالم .

 

خرج نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي  يشككون في وجود الفيروس القاتل  وعدم تفشيه ،  بل و يدعون الناس لعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية الاحترازية و تلقي اللقاحات .

 

في المغرب ، البلد العزيز على قلوبنا جميعا ، يدور نقاش عميق حول  «الأخبار الزائفة: من التضليل الإعلامي إلى المعلومة الموثوقة والمتاحة».

 

المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي» – وهو مؤسسة دستورية استشارية ،  نشر تقريرا   حديثا يحذّر من مشكلة «الأخبار الزائفة»، التي تَتَنَامَى على الصعيدين العالمي والوطني، وتَتَعاظَم مع الاستعمال المتزايد للهواتف الذكية وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي.

 

نتائج  استطلاع للرأي قام به المجلس عن  سؤال يتعلق  بالتوصل بالمعلومات والأخبار غير الموثوقة  أظهرت أن نحو 93 في المائة من المشاركين يتلقّون معلومات وأخباراً تبدو غير موثوقة، بينما أفادت نسبة 7 في المائة الباقية بخلاف ذلك.

 

بخصوص تقاسم المعلومات، صرّح 51 في المائة من المشاركات والمشاركين في الاستطلاع أنه  سبق لهم أن نشروا بين معارفهم معلومات وأخباراً مشكوك في صحتها.

 

و أفاد 49 في المائة الباقية أنهم لم يسبق لهم أن نقلوا إلى غيرهم معلومات أو أخباراً غير موثوقة.

 

فيما يتعلق بمسألة التحقّق من الخبر، أوضح 55 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي  أنهم يُداومُونَ على التأكد من المعلومات قبل نشرها.

 

في حين أفاد 43 في المائة من المشاركين أنهم يتحققون أحياناً من المعلومات قبل نشرها.

 

أما 3 في المائة الباقية فلا  يتحققون أبداً مما لديهم من معلومات قبل نقلها إلى غيرهم.

 

أن تأثير «الأخبار الزائفة» السلبي يمكن أن يشمل  الأفرادَ والمؤسسات والمجتمع بوجه عام.

 

و  «الأخبار الزائفة»  تنتشر بسرعة ستة أضعافِ المعلوماتِ الحقيقية.

 

أصبح نشر هذا النوع من الأضاليل بقصدٍ أداة تُستخدَم على نطاق واسع، إمَّا لغاياتٍ رِبحية أو للتأثير على السلوك أو للإضرار بالمنظمات والدول على السَواء، وهو ما يُخِلُ بالنظام العام ويُضعف أداء الأسواق.

 

وهذا النوع من ال الأخبار اكثر خطورة من «الفايك نيوز»  لأن الأول نابع من جهل أو عدم دراية  أما النوع الثاني فهو مقصود ومستهدف.

 

‏‎في بداية يونيو 2024 الجاري  أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب منصة رقمية تحمل إسم«إبلاغ» مخصصة للتبليغ عن المحتويات غير المشروعة على شبكة الأنترنيت، والتي يمكن الولوج إليها من داخل المغرب وخارجه عبر جميع وسائط وتطبيقات تصفح الأنترنيت على الأجهزة الثابتة والمحمولة.

 

منظومة “إبلاغ” هي عبارة عن منصة رقمية تفاعلية، تسمح لمستخدمي شبكة الأنترنيت ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتبليغ الفوري والآمن عن كل المحتويات الرقمية الإجرامية .

 

أو تلك التي تتضمن تحريضا على المساس بسلامة الأفراد والجماعات، أو تنطوي على إشادة بالإرهاب والتحريض عليه، أو تمس بحقوق وحريات الأطفال القاصرين وغيرهم.

 

 

هدف المنصة جعل المواطن شريكا في توطيد الأمن في مفهومه الواسع وذلك من خلال التبليغ عن كل التهديدات والمخاطر المحتملة.

 

تجسد  المنصة واجب التحذير الذي يفرض على الجميع الإخطار والتبليغ عن كل الجرائم التي تتهدد الأمن والسلم الجماعي سواء في المغرب خارجه  .

 

بعيدا عن ذلك  يحتدم الصراع  في المغرب بين العمل الصحفي الجاد والمسؤول وبين الصحافة الصفراء  التي تقتات من أخبار تشوهات المجتمع وتنشر الكثير من الأخبار الزائفة  ..

في اعتقادي الشخصي هذا الصراع غير غير متكافىء .

فعندما يركب الباطل ظهر الحق  .. يعتقد الباطل أنه على حق