نشرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ملحقا خاصا لتقريرها لعام 2022. استعرضت فيه سبل ضمان حصول جميع الناس على كميات كافية من المواد الخاضعة للرقابة الدولية لأغراض طبية وعلمية والعقبات التي تحول دون ذلك.

ويقدم الفصل المواضيعي من التقرير تحليل الهيئة للاتجاه نحو تقنين استعمال مادة القنب. و التي ينتج منها الحشيش والبانغو، لأغراض غير طبية، الأمر الذي يتعارض مع الاتفاقيات الدولية ومعاهدات مراقبة المخدرات.
للتعرف على المزيد تحدثنا مع الدكتور جلال التوفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات. و الذي أخبرنا عن مخاطر تقنين تعاطي هذا المخدر لأغراض شخصية، وخاصة على الشباب. وعن غياب العدالة في وصول المرضى في البلدان النامية إلى الأدوية المراقبة دوليا.
وأوضح الدكتور جلال التوفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، في تصريح للموقع الالكتروني للأمم المتحدة. أن سبب التركيز على تقنين القنب لأننا لاحظنا أنه منذ بضع سنوات بدأت بعض الدول خاصة في أمريكا الشمالية والجنوبية. اتباع نفس الطريق نحو تقنين استعمال القنب لأغراض غير طبية، وهو ما يناقض الاتفاقيات ومعاهدات مراقبة المخدرات. و لاحظت الهيئة أن تقنين عرض القنب واستعماله لأغراض غير طبية وغير علمية ينتهك هذه الاتفاقيات. فأرادت الهيئة أن تخصص الفصل المواضيعي الأول لهذا الموضوع بالذات في هذه السنة.

مشكل مفاهيم و أسماء..

وأضاف أن المشكل الأكبر للقنب هو مشكلة المفاهيم والأسماء. نضع في اسم القنب سلة مفاهيم ومواد ومشتقات مختلفة جداً. ومع ذلك نطلق عليها اسم القنب. فالقنب في الأساس هو النبتة. وهذه النبتة الطبيعية لديها مشتقات ومركزات تؤثر على الدماغ وعلى نفسية الشخص وتسبب الإدمان. ولها أيضا تأثيرات طبية وجسدية ودماغية أخرى يمكن أن تتسبب في التسمم وتشكل خطراً على الشخص. وفي نفس الوقت، هذه المشتقات لديها بعض الفوائد الطبية المحضة، مشيرا إلى أن المشكلة الكبيرة تكمن في أننا الآن أصبحنا نضخم هذه المزايا الصحية ونقلل من المخاطر. وأصبح الناس ينظرون إلى هذه النبتة على أنها نبتة طبيعية ولا تشكل خطرا على الصحة . و يمكن استخدامها في جميع الحالات، ويمكن استخدامها طبيا دون مراقبة وتتبع طبيين. ويمكن أيضا، في نطاق ما يسمى الآن بالحرية الشخصية الولوج إلى القنب.

وسجل الخبير أن تقنين القنب لأغراض غير طبية وعلمية، وهو ما يتناقض مع الاتفاقيات، يترك منظورا لدى الشباب بأن هذه النبتة لا تشكل أي خطر. ومن هنا، نلاحظ أولاً أن التعاطي عند الشباب أصبح يتنامى ويتفاقم في جميع الدول التي صرحت به للاستعمال غير الطبي وغير العلمي.

ومن جانب آخر، عندما نطرح السؤال التالي على الشباب: “ما هي رؤيتكم لخطورة هذه المادة؟”، نرى الآن أن غالبية الشباب لا يعتبرون أن مشتقات النبتة تشكل خطراً عليهم. ولا يعتبرون أنها تتسبب بأضرار على صحتهم. لذا هناك تصاعد في الاستعمال عند الشباب. على رغم من المبررات التي تستخدمها الدول بأنها تسمح للراشدين فقط باستخدام القنب.إلا أنه في الحقيقة هذا الخطاب يوجه للشباب بصفة غير مباشرة، ومفاده بأن هذه النبتة ومشتقاتها ليست خطيرة.