حثت هيئات حقوقية على نبذ خطاب العنصرية والكراهية ضد المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومناهضة كل سياسات الهجرة القاتلة.

وحذر بيان مشترك لأزيد من عشر هيئات حقوقية من ما يشهده الفضاء العام الافتراضي والواقعي بالمغرب، وبالمنطقة المغاربية، من صعود خطابات عنصرية ضد المهاجرين، والتي تفجرت بشكل كبير عقب التصريحات المقيتة للرئيس التونسي قيس سعيد، لافتا إلى أنه وبعيدا عن الخطابات التهويلية المبنية على منطق هوياتي منغلق غارق في نظرية إثنية حول وهم جديد هو “العرق المغربي”، فواقع الهجرة بالمغرب مختلف ومتنوع، والحال كذلك أن المغرب كان ولايزال متنوعا ومختلفا بهويات إثنية وثقافية متعددة ومتعايشة فيما بينها على مر القرون.

كما اعتبرت الهيئات الحقوقية أن الحملات العنصرية الحالية طريقة غير مباشرة للإلهاء وتحوير النقاشات العمومية، من المطالب المتعلقة بالقضايا الحقيقية للشعوب المغاربية في الديمقراطية والعيش الكريم، لتوجيه الاهتمام إلى”الاخر” و”الأجنبي” و”السود” كسبب للأزمات.

وحمل البيان المشترك للهيئات السلطات العمومية بالبلدان المغاربية المسؤولية عن أعمال العنف تجاه المهاجرين من إفربقيا جنوب الصحراء، وهي ممارسات مرتبطة بالتنكر لالتزاماتها في ضرورة نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان في التعايش واحترام الآخر، مؤكدا أن جزءا كبيرا من هذه الخطابات لا يختلف عن خطاب التيارات السياسية اليمينية المتطرفة بالدول الغربية، في محاولة من أجل استنساخها في واقع الهجرة بالمغرب وبلدان المنطقة المغاربية، والتي تعتبر فيها الهوية الإفريقية جزءا مهما من الهويات المتنوعة لبلدان المنطقة.

كما طالب البيان الدولة المغربية بالكف عن لعب “دور الدركي” لصالح الاتحاد الأوروبي واسبانيا، مما يترتب عنه من مآسي إنسانية وأزمات تمس مبدأ التعايش المشترك داخل التراب الوطني كما هو الحال اليوم بمنطقة “اولاد زيان” بالدار البيضاء كمثال من أرض الواقع عن سياسات المناولة التي يقوم بها المغرب لصالح دول الاتحاد الأوروبي.

كما شدد على ضرورة تنفيذ الدولة المغربية لالتزاماتها الدولية في هذا المجال، مع المطالبة بإقرار قانون يجرم كل أشكال التمييز والعنصرية لأي سبب، وكيفما كان مصدرها.