حقّق الحزب الشعبي المحافظ فوزا “غير كافٍ” في الانتخابات العامة الإسبانية السابقة لأوانها، التي أجريت أمس الأحد، بعد أن أضعفت نتائج حزب “فوكس” اليميني المتطرف أماله في تشكيل الحكومة. في حين حقق الحزب الاشتراكي العمالي نتائج فوق المتوقع ليحصل على الرتبة الثانية محافظا على آماله في ترؤس السلطة التنفيذية لولاية جديدة.

وانطلقت الاحتفالات بالمقر المكزي للحزب الاشتراكي في مدريد رغم حصوله على الوصافة بـ 122 مقعدا، خلف الحزب الشعبي . و الذي تصدر النتائج بـ 136 مقعدا بعد فرز 99.91 في المائة من الأصوات، ليبقى بعيدا عن الأغلبية المطلقة التي تتطلب الوصول إلى 176 مقعدا.

وحقق بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الحالي، والمتمتع بعلاقات جيدة مع المغرب، “ريمونتادا” في الأمتار الأخيرة من السباق الانتخابي. محافظا على آماله في ترؤس الحكومة لولاية جديدة.

وحصل تحالف “سومر” اليساري الراديكالي الجديد، الذي تقوده نائبة سانشيز، يولاندا دياث، على الرتبة الرابعة بـ31 مقعدا. وهو الحليف الرئيسي لسانشيز.

وفي المقابل حصل حزب “فوكس” على 33 مقعدا متراجعا بشكل كبير عن نتائجه في انتخابات 2019 التي حصل فيها على 52 مقعدا. وهو الذي كان الحليف المحتمل للحزب الشعبي لتشكيل الحكومة الائتلافية.

السيناريوهات المرتقبة..

وهكذا، يبدو السيناريو الأقرب للتحقق هو تكليف الملك فيليبي لزعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونيث فييخو، بتشكيل الحكومة، لكنه لن يستطيع ذلك حتى مع دعم باقي أحزاب اليمين له لافتقاره للأغلبية المطلقة.

ويمكن للملك بعد ذلك المرور لتكليف سانشيز بتشكيل الحكومة، هذا الأخير الذي سيكون عليه إقناع باقي أحزاب اليسار بدعمه. وهو أمر إن تم سيكون بمقدوره الوصول إلى 179 مقعدا، أي أكثر من الأغلبية المطلقة.

لكن سانشيز سيواجه امتحانا صعبا يتعلق بإقناع الأحزاب الصغيرة بدعمه، بما في ذلك حزب “جونتس” القومي الكتالوني المؤيد للانفصال صاحب السبعة مقاعد. وحزب “بيلدو” الباسكي صاحب الستة مقاعد والحزب القومي الباسكي صاحب الخمسة مقاعد.

وعلى هذه الأحزاب الصغيرة أن تصوت بإعطاء الثقة لحكومة سانشيز حتى لو لم تشترك فيها. مثلما حدث سنة 2019، وهو سيناريو محتمل بالنظر لخصومتها لليمين. خاصة إذا ما تراءى لها سيناريو تحالف الحزب الشعبي مع حزب “فوكس”.

وقبل ذلك، على سانشيز إقناع تحالف “سومر” اليساري بالانضمام للحكومة الائتلافية . حتى مع وجود خلافات مع زعيمته حول بعض القضايا، وخصوصا دعم الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.

ويبقى السيناريو الثاني الأقل احتمالا هو إعادة الانتخابات، ما يعني تكلفة مالية إضافية كبيرة. لكن الأهم أن ذلك يمثل أزمة سياسية تحاول جل الأحزاب تفاديها.

ويعد بقاء سانشيز على رأس الحكومة السيناريو الأفضل للمغرب، بسبب التقارب الكبير بين البلدين منذ 18 مارس 2022. تاريخ إعلان رئيس الحكومة الإسباني دعم الحكم الذاتي في الصحراء. تحت السيادة المغربية في رسالة إلى الملك محمد السادس، أنهت الأزمة بين الرباط و مدريد.

 

عن الصحيفة