تسبب تصرف رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في حالة من الانزعاج في المغرب، بعد أن كان الرئيس الأوروبي الوحيد الذي تحدث مع زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.

لا تستوعب وسائل الإعلام في إسبانيا سبب عقد سانشيز مثل هذه اللقاءات التي لا تنفع شيئًا سوى في إعاقة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب. و تضيف المصادر الإعلامية الإسبانية بأن طيش سانشيز، يعيد توتر العلاقات مع المغرب، بعد أقل من سنة من انفجار أكبر أزمة دبلوماسية بين البلدين، بعد أن استقبلت إسبانيا زعيم البوليساريو بوثائق مزورة في مستشفى إسباني.

في نفس السياق، أكدت المصادر ذاتها بأن هذا التقرب من جبهة البوليساريو لا يساعد إسبانيا إذا أرادت الحفاظ على “علاقة القرن الحادي والعشرين مع المغرب”.

لكن في الحقيقة، فإن هدف سانشيز من اجتماعه بزعيم الانفصاليين مرتبط بحاجته على إبقاء الجزائر “سعيدة”. إبراهيم غالي ليس سوى “ورقة قيمة” في نظر الزعيم الاشتراكي، للاقتراب من النظام الجزائري، لضمان الاستمرار في الحصول على إمدادات الغاز. هذا هو التبرير الوحيد للتحول الجذري في الدبلوماسية الإسبانية تجاه الجزائر.

ومع تصاعد حدة الحرب في أوكرانيا، أصبح الغاز سلعة ثمينة، و الحفاظ على علاقة جيدة مع الجزائر بالنسبة لإسبانيا، يضمن التزود بالغاز، حتى لو كان على حساب العلاقات مع المغرب.

وفي إسبانيا، النقاش مفتوح الآن حول تداعيات “سوء إدارة سانشيز” للأزمة المغربية-الإسبانية، وحول كيف سيؤثر هذا الصراع على ملف الهجرة غير الشرعية، بحيث يقوم المغرب بعمل رائع في الحد من ضغوط الهجرة منذ عقود، إلا أن انحراف سانشيز الواضح تجاه الجزائر والمرتزقة يرهق المغرب، و من المحتمل أن يحد من التعاون في المجال الأمني.