في مقال افتتاحي لجريدة إل الموندو ليوم الجمعة 04 فبراير 2022، قالت الأخيرة، أن المغرب يغلق الباب في وجه إسبانيا، ويقوم بذلك بشكل شبه حرفي: في 7 فبراير ، ستعيد الرباط فتح حدودها الجوية والبحرية ، مغلقة لمدة شهرين بسبب كوفيد-19. لكن الخطوط مع إسبانيا ستبقى مغلقة في تحذير واضح من المملكة المغربية التي تعتبر أن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين لم تحل بعد، في حين موانئ فرنسا وإيطاليا سيتكلفون بنقل المسافرين.

وأضافت أن وقف العلاقات بسبب القرار غير المسؤول الذي اتخذته وزيرة الخارجية آنذاك ، أرانشا غونزاليس لايا ، بالسماح في أبريل من سنة 2021 للعلاج في مستشفى إسباني لزعيم جبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي ، بوثائق مزورة ودون إبلاغ الرباط، تم تفسيره بمثابة مبادرة استفزازية من طرف إسبانيا.

وأبرز المقال المذكور، أنه بعد دعوة للتشاور من السفيرة المغربية في إسبانيا، والتي لا تزال غائبة حتى اليوم عن البعثة الدبلوماسية ، دعا ملكا البلدين إلى إعادة العلاقات. وطالب محمد السادس بـ “فتح مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات مع إسبانيا. كما طالب فيليبي السادس بتوطيد “علاقة جديدة بالفعل” مع المغرب. لكن وراء الكلمات ، إيماءات التوتر لا زالت مستمرة. والدليل على ذلك هو استبدال اللافتات على الحدود البرية مع سبتة ومليلية، حيث يمكنك الآن قراءة “باب سبتة” و “باب مليلية” عوض كلمة “حدود”.

وبدون أي دليل على الانفراج في الوضع الراهن ، تضيف إل موندو، تواصل حكومة إسبانيا في “التراخي” و “التعتيم” المطلق على هذا الموضوع، بالإضافة إلى الكذب، حيث صرح خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني الحالي، في يناير الماضي، أن إسبانيا تحتفظ بعلاقة “طبيعية” مع الرباط.

وخلصت الجريدة بالقول، أنه يبدو أن أي خدعة تخدم مصالح السلطة التنفيذية الإسبانية طالما أنها لا تزعج شركائها في بوديموس، الذين طلبوا منها دعم “تقرير المصير للشعب الصحراوي”. تخاطر إسبانيا كثيرا في علاقتها بالمغرب، الشريك الاستراتيجي في تنظيم الهجرة غير الشرعية، والذي يتسم تعاونها بأهمية حيوية لمكافحة تغلغل الإرهاب الجهادي في إسبانيا. إنه لمن اللامسؤولية غير المبررة أن تنفق السلطة التنفيذية لسانشيز كل طاقتها في خنق الصراعات الداخلية وألا تلتزم بجدية بحل مشكلة معقدة. تلحق المصالح الحزبية للتحالف الحكومي خسائر فادحة لإسبانيا.