لا زالت دار البريهي على حالها…سيناريو الرداءة والحموضة في قنوات العرايشي يتكرر سنة بعد أخرى

 

لا حديث يشغل المغاربة خلال الأيام الاولى من رمضان المبارك، إلا ما يرشح من نسبة الحموضة المنبعثة من قنوات القطب العمومي، الذي يبتلع حصة الأسد من أموال المواطنين دافعي الضرائب لتمويل الاعمال التي تسمى “افتراء” فنية.

ورغم الوعود التي يقطعها مسؤولو القطب العمومي للسمعي البصري، الخالدون، كل سنة بعدم تكرار المآسي والكوارث التي ترتكب مع كل آذان مغرب حين يتحلق المغاربة الصائمون حول موائدهم لمتابعة ما تفتقت به جعبة العرايشي وحوارييه من “إبداع”، يجد الصائمون أنفسهم مضطرين للهروب لقنوات دول أخرى لنسيان عطش وجوع وتعب اليوم.

وإذا كانت الرسالة الفضلى المتبقية للفن عالميا بعد سقوط جدار برلين وموت الايديولوجيا “بالمعنى السياسي للكلمة”، هو تحقيق المتعة والترفيه لدى المتلقي وبث الضحكة على محياه، في زمن قلت فيه الابتسامة،فإن المتفرج المغربي يصطدم بمأساة مضاعفة وهو الذي يقاطع الأعمال الدرامية المغربية على طول السنة ويحاول في رمضان المصالحة معها، رغم الاصوات المتحذلقة التي ترتفع هنا وهناك وتلوح بنسبة المشاهدة (الفزاعة).

من حق المغاربة مشاهدة أعمال درامية وتلفزية تحترم ذكاءهم وأذواقهم، وتحترم مواطنيه لا أن تجعل منه مادة دسمة للتندر والتنمر وتشويه صورته في الداخل والخارج. خاصة عندما يتعلق بالأستاذ ورجل التعليم.

فالفن يفترض فيه أن يكون جزء من الحل لا جزء من المشكلة، أما التهكم فلا علاقة له بالفكاهة، والتنمر لا علاقة له بالسخرية الجادة والهادفة، وقطاع التعليم المعطوب يحتاج لمن يضمد جراحه، لا أن يسكب الزيت في النار،  ويخرج إلينا فرحا لقد كانت نسبة المشاهدة مرتفعة، ومنذ متى كان نسب المشاهدة معيارا للنجاح، ومن هذا الذي أدخل في عقول مسؤولي دار البريهي الجاثمون على ذوقنا قبل قلوبنا هذه السنة غير الحميدة، ثم مع من تتنافس أيها المسؤول وأنت على طول السنة تقدم للمغاربة أفلاما مدبلجة؟ لا علاقة لها بواقع المغاربة ومعيشهم اليومي؟؟

ومن حق المغاربة أولا وقبل كل أن يهتم برلمانه بقضاياه المعيشية الملحة اقتصاديا وسياسيا وتعليميا وتنمويا … وما أكثرها، لا أن تنضاف أسئلة كتابية وشفوية وبلاغات احتجاجية حقوقية وفئوية حول إساءة عمل تلفزي لشريحة اجتماعية ما، أو تهكم مسلسل ما على مدينة أو منطقة بكاملها، والتحجج على ذلك برفع ورقة أرقام المشاهدة، والضحك على الذقون وكأننا لا نعرف بعضنا البعض.