خلفت التصريحات الذي أدلى به النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين والقيادي بحزب الاستقلال، حول “سبتة ومليلية المحتلتين” توترا في صفوف حزب الميزان، وإحراجا للحزب المشارك في الحكومة، خاصة بعد رد وزارة الدفاع الاسبانية على تصريحات ميارة.
وللململة الموضوع ومحاصرته وإعطائه أكثر من تأويل، عممت مصادر من داخل حزب الميزان منشورا يؤكد أنالخرجة الأخيرة لنزار بركة الأمين العام لحزب الإستقلال، شكلت ضمنيا ر|دا على تصريحات سابقة أصدرها النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين بمناسبة نشاط حزبي ضيق، لاسيما تلك المتعلقة بسبتة ومليلية، ورفعا للبس عن موقف الحزب من العلاقات المغربية الإسبانية، الذي ليس سوى الموقف ذاته الذي أسسه الملك محمد السادس لاسيما، بعد التحول الكبير الذي أحدثه اعتراف رئيس حكومة إسبانيا السيد بيدرو ساشنيز بأن مقترح الحكم الذاتي، هو الحل الأنسب والأساسي والضروري لحل هذا النزاع المفتعل بالصحراء، مما اعتبره المغرب موقف داعم لمغربية الصحراء، هو الأهم بعد موقف الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء”.
وأشار ذات المصدر إلى أن الأمين العام للحزب نزار بركة وصف “إعتراف إسبانيا بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية بالنقلة النوعية على مستوى الدول الأوروبية”، مبرزا أنه “توجد حاليا 90 دولة في العالم كلها تؤكد على أن الحكم الذاتي هو الحل للنزاع المفتعل، وذلك بعدما كانت سابقا فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي كانت ترى في الحكم الذاتي حلا مهما للنزاع، بينما اليوم توجد 12 دولة أوروبية تعترف بذلك، أي أن 11 دولة صرحت باعترافها الرسمي بعد الاعتراف الإسباني بالحكم الذاتي، من بينها ألمانيا وهولندا وبلجيكا واللوكسمبورغ والنمسا وغيرهم”.
وشدد المنشور على أن “ميارة الذي لم يكن موفقا في التعبير عن الموقف المتجدد من العلاقات المغربية الإسبانية حاليا، اضطر فيما بعد إلى الخروج مجددا لتصحيح تصريحه الحزبي هذا، كاشفا أن الأمين العام لحزب الإستقلال، لم يتبن خلال لقائه بأطر ومناضلات ومناضلي الحزب بجهة فاس – مكناس، يوم أمس الأربعاء، تصريحات النعم ميارة، بل بالعكس من ذلك، فقد حاول توضيح الجدل الذي راج بسبب أقوال النعم ميارة، غير المحسوبة وغير الدقيقة حسب المراقبين. فضلا عن ذلك فقد أكد حفيد علال الفاسي، على موقف حزبه بخصوص العلاقات المغربية الإسبانية بكونه “موقف مبدئي ثابت لا يخضع للمزايدات السياسوية، وهو نابع من السياسة الخارجية للملك محمد السادس”. حسب تعبيره.
نزار بركة يصحح لميارة ويؤكد على التطابق مع توجهات الملك في العلاقات مع إسبانيا
وتجدر الإشارة إلى أن النعم ميارة، كان قد أكد في لقاء رمضاني نظمته منظمة المرأة الاستقلالية، تناول فيه بالتحليل موضوع “سنة على دخول العلاقات الإسبانية المغربية مرحلة جديدة… الأسس والفرص”،، أن المفاوضات الجادة بين المغرب وإسبانيا، هي الكفيلة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، من دون اللجوء إلى لغة السلاح. مشيرا إلى أنه “داخل حزب الاستقلال دائما يتم التأكيد على أنه سيأتي يوم من الأيام سيسترجع المغرب مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين”، مشددا على أن” المدينتين السليبتين لم ولن تكونا في يوم من الأيام موضوع مقايضة”.

وطلب ميارة، في ذات اللقاء، من الأحزاب السياسية والنسيج الجمعوي المغربي، تبني مقاربة الانفتاح والتواصل الفعال مع النظير الإسباني لتقريب الرؤى وطرح كافة الملفات والقضايا التي تربط إسبانيا والمغرب، وتبني استراتيجية محكمة للدفاع عن ملف القضايا العادلة للمغرب وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية”