تسبب السمنة، بما لا يدع مجالا للشك، أضرارا جسيمة بالصحة العامة، ويمكن أن تعرّض صاحبها للإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض.

الدراسة الجديدة تظهر أن السمنة قد تؤثر أيضا على صحة الدماغ منذ الطفولة وحتى مرحلة البلوغ.

ما يؤثر على كل شيء بدءا من مهارات الوظيفة التنفيذية، القدرة المعقدة على بدء المهام والتخطيط لها وتنفيذها، إلى زيادة مخاطر الإصابة بالخرف بشكل كبير.

وأظهرت العديد من الدراسات أن البالغين في منتصف العمر الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند 30 أو أعلى،أكثر عرضة للإصابة بالخرف من أقرانهم ذوي الوزن الصحي.

ومع ذلك، ما يزال الباحثون يستكشفون كيف ولماذا يضر الوزن الزائد بالدماغ، وما إذا كانت مخاطر الخرف المرتفعة تراكمية على مدى العمر أو إذا كانت السمنة تؤثر على الجسم بشكل مختلف في مراحل مختلفة من الحياة.

وقالت أليكسيس وود، الأستاذة المساعدة في تغذية الأطفال  في كلية بايلور للطب في هيوستن، إنه من المحتمل أيضا أن تأتي التحديات المعرفية أولا، ما يساهم في سلوكيات الأكل السيئة التي تبدأ في الطفولة.

“هناك أدلة قوية وجوهرية تمتد عبر مرحلة الطفولة بأكملها، من مرحلة الطفولة إلى سن المراهقة، والتي تُظهر أن حالة الوزن المرتفعة مرتبطة بالأداء الإدراكي المنخفض، لا سيما في مجال الوظيفة التنفيذية”.

وفي مرحلة الطفولة المبكرة، هناك بالفعل ارتباط بين الوزن الزائد وقدرة الطفل على التحكم في السلوك وتوجيهه ووفقا لوود ليس من الواضح أيهما يأتي أولا.

وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في مجلة American Journal of Epidemiology، أن الأطفال ذوي المهارات اللفظية والتنفيذية العالية في مرحلة ما قبل المدرسة كانوا أقل عرضة لزيادة الوزن في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.

 الأطفال الصغار الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أقل قدرة على التحكم في الاندفاع من أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي.

وقالت وود: “إذا جاءت تحديات الوظيفة الإدراكية أولا، فإن الفكر السائد هو أن هذا ينظم كيفية تفاعل الأطفال مع بيئتهم. وقد لا يكونون جيدين في تنظيم تناول الطعام لموازنة احتياجاتهم من الطاقة. وقد يأكلون عندما لا يكونون جائعين، عندما يرون شيئا فاتحا للشهية. وتؤدي الوظيفة الإدراكية المنخفضة في هذه المنطقة إلى تغيير سلوك الأكل وتجعلك عرضة لسلوكيات الأكل السيئة”.